هواكِ بلادي سيبقى
أذابَ الحنينُ فؤادَ الجلَدْ
و لاحَ الأنينُ كشدوٍ وَفَدْ
و غابتْ أماني الورودِ, استقرّتْ
على غصنِ عشقٍ سخيِّ بِيَدْ
و طار الحمامُ يناغي شجوني
فأبكي دماءً لهجرِ البلدْ.
حياتي تعاني عذاباً لأنّي
بعيدٌ و عزمي تلاشى و صَدّْ
إلهي عليمٌ بأمري و شأني
فخفّفْ عذابي بعونٍ يَفِدْ
بلادي حياتي, و خصمي عنيدٌ
و حبّي شديدٌ كثيرُ الجَلَدْ.
إلهي كأنّي و سيفُ ابتعادي
يقضُّ رجائي و لا مِنْ أحدْ
يُحِسُّ اغترابي و مهوى عذابي
سأبقى أسيراً لطول الأبدْ
عزائي أحبُّ بلادي و مهما
أذلّ الغبيُّ فداسَ الجسدْ.
سأبقى وفيّاً لحبّي بلادي
و ظلمٌ سيمضي, و يأتي الأحدْ
فؤادي مريضٌ و فكري شريدٌ
و صوتي نداءٌ و شعري بَرَدْ
بصيفٍ ثقيلٍ شديدِ الهيامِ
و وعدي سيبقى و يمضي الولدْ
بلادي تنادي تعاني احتلالاً
و عينٌ لشعبٍ تعاني الرّمَدْ
و وضعٌ هزيلٌ و خوفٌ رهيبٌ
و فتكٌ سريعٌ لِمَنْ لا يَفِدْ
ذليلا لحكمٍ كأنّ البلادَ
بصكِّ الشّراءِ أتاها الأسدْ.
بلادي هواها رقيقُ المعاني
فخلّوا بلادي بهذا تَلِدْ.
سلامٌ سليمٌ و حبٌّ مُُقيمٌ
و حزنٌ أليمٌ غزالي شَرَدْ
هواكِ بلادي سيبقى نقيّاً
و يبقى مُعافى بإذنِ الصّمَدْ.