شِعْرٌ للذِّكرى
شعر/ فؤاد زاديكى
ضاعَ مِنْ شِعْري كثيرُ ... والذي باقٍ غزيرُ
إنّ ما أسعى إليهِ ... دائمًا أمرٌ كبيرُ
لم أَدَعْ شأنًا وإلّا ... نالَهُ الشِّعرُ المُثيرُ
إنْ تَكُنْ يومًا ظنونٌ ... وانتقاداتٌ تُغيرُ
في عطائي لا تَمَاهٍ ... عندما يدعو مَصيرُ
إنّما مِنّي تَجَنٍّ ... إنْ لهُ ظهرًا أُديرُ
دائمًا أسعى التّحدّي ... للقضايا والمُديرُ
منطقٌ يَعني كثيرًا ... ربّما منهُ الخطيرُ
هكذا أدركتُ نفسي ... مُذْ أنا طفلٌ صغيرُ
قلتُ: لا للظّلمِ دومًا ... لامني لَومًا ضريرُ
لا يرى إلّا طريقًا ... واحدًا فيهِ يسيرُ
بَيدَ أنّي لمْ أُساوِمْ ... مبدئي حُرٌّ جديرُ
باحترامٍ مِنْ خُصومٍ ... إنْ هَداهمْ مُسْتَنيرُ
فاحترامي لاختلافٍ ... قائمٌ وَهْوَ القديرُ.
ضاعَ مِنْ شِعْري كثيرٌ ... رغمَ هذا ما فقيرُ
فالغِنى مِنْ بَحرِ شِعري ... منهُ آلافٌ تَثورُ
ضدَّ إظلامٍ لِفِكْرٍ ... في مساعيها تُنيرُ
لا تلوموني إذا ما ... هزّني وجدٌ صغيرُ
إنّهُ الدّاعي لِذِكرٍ ... بعدَما جِسمي يَبورُ
بعدَ أعوامٍ سَيَبلى ... زورقي مهما يَصيرُ
أُذكروني بَعْدَ موتي ... عمرُنا هذا قصيرُ.