دمشقُ الشّامُ و الشّامُ الوفاءُ ... و عِزُّ الشّامِ باقٍ و الإباءُ
على طاحونِها هبّتْ رياحٌ ... و مِنْ أصدائها خابَ الرّجاءُ
حَماها اللهُ يُعليها مَقامًا ...رفيعَ المُستوى نورًا يُضاءُ
فَما مِنْ حاكِمٍ أغرى صِباها ... و ظلَّ السّحرُ منها و الحياءُ
سلاطينٌ و قُوّادٌ أحَلّوا ... و ما منها لهم كانَ الولاءُ
أضاءتْ عتمةَ التّاريخِ نورًا ... و زانَ الكونَ مِنْ علمٍ ثراءُ
أطَلّتْ فتنةً غرّاءَ تحلو ... لعشقٍ و ارتوتْ منها السّماءُ
خِصالٌ أثمرتْ أمجادَ قومٍ ... و أقوامٍ و ما زالَ العطاءُ
على ما كانَ فيهِ مِنْ ثراءٍ ... فطابَ اللّحنُ و اختالَ الغِناءُ
فلا مَرثيّةٌ جاءتْ قَريضًا ... يُوازي مجدَها و الكلُّ شاؤوا.
لقد عاشتْ على خيرٍ و جادتْ ... بهذا الخيرِ و الجُودُ السّخاءُ
هِيَ التّاريخُ و الأصداءُ ظلّتْ ... تُناجي المجدَ ما خابَ النّداءُ.
نَعَمْ للشّامِ, فالشّامُ انتسابٌ ... و هذي الحربُ جُرمٌ و الدّماءُ
عيونُ الشِّعر تبكي في بيانٍ ... عسى بالشِّعرِ و النّجوى دواءُ
ستبقى الشّامُ في قلبِ الزّمانِ ... و يبقى في روابيها الهناءُ
فما مِنْ قُوّةٍ مهما أطالتْ ... و زادَ الشّرُّ منها و البلاءُ
ستبقى فوقَ صدرِ الشّعبِ. هذا ... مُحالٌ و المعاييرُ استواءُ
بلادُ الشّامِ ما كانتْ لشخصٍ ... هِيَ الإنسانُ و الرّوحُ العزاءُ
نرى في يومِنا هذا ظهورًا ... غريبًا لم يكنْ منهُ انتماءُ
لُحىً طالتْ على خُبثٍ و حِقدٍ ... و ألوانٌ مراميها شقاءُ
تَغذّى الفكرُ إرهابًا مقيتًا ... و شاعَ العنفُ يغلو و الغباءُ
جهادٌ فاشلٌ للقتلِ يدعو ... و في أفكارِه يبدو الرّياءُ.
أرى في الأُفْقِ أنوارًا تلوحُ ... و في أعقابِها يأتي البناءُ
لأنّ الشّامَ مشروعُ انتصارٍ ... و عُرسُ الشّامِ تُحييهِ السّماءُ
بذورُ الخيرِ لا زالت بأرضي ... سَيُغْني الأرضَ زَرْعٌ و النّماءُ.
أحَبَّ اللهُ أرضَ الشّامِ دومًا ... و حُبُّ اللهِ ما فيهِ جفاءُ
فحبُّ الشّامِ في قلبي كبيرٌ ... ضياءٌ لا يُدانيهِ انطفاءُ
عَرَفتُ الشّامَ عنوانًا أصيلًا ... و يبقى في معانيها السّناءُ.