ينتابُني وجعٌ أُحِسُّهُ قاسيا
و كآبةٌ جعلتْ رحيليَ نائيا.
تَعِبَتْ مَداركُ منطقي، و تململتْ
جُمَلٌ، فأصبحُ حكمُ عَجزِها واليا
يتقلّصُ الأملُ المُرافقُ نبضَها،
مُتناقصاً ألقاً، لأندبَ شاكيا
فخطيئتي كالوحشِ، تغرسُ نابَها.
لهواجسي بالخوفِ أصرخُ باكيا
و مرارةُ الآلامِ، ليسَ لَتُحْمَلُ
و تمرّدُ الإنسانِ أجّجَ لاظيا
بغلاظةٍ في القلبِ، مُحترقاً أذىً،
مُتناسياً أجلاً، سيُقبِلُ قاضيا
و مُخالِفاً لإرادةِ الملكِ، الذي
صنعَ الخليقةَ، و استردَّها فاديا
فأنا المُمَزَّقُ بالخطيئةِ نادمٌ،
وَجِلٌ و أعلمَ مَنْ سيُقبِلُ شافيا
و لِذا فكلُّ توجّهي و تضرّعي
و خشوعُ نفسيَ قد تهيأَ جاثيا
فأبي المسيحُ، كما تكلّمَ قائلاً
"و متى دعوتَني طالِباً، سترانيَ
بجوارِ ضَعفِكَ، أستجيبُ لدعوةٍ،
و أظلُّ قُربَكَ غافِراً و مُقويّا".