تخديرُ الوعود
هَدرُ الدّمِ المحفوظِ مِنْ إنسانِ
بالظلمِ و الترهيبِ و الطغيانِ
مِن مستبِدٍّ حاكمٍ مخمورِ
بالقهرِ و التجويعِ و العدوانِ.
أمرٌ رهيبٌ, مُرعبٌ, ممنوعٌ,
قد جاءَ بالتحريمِ مِنْ ديّانِ.
كم مِن شهيدٍ قدّمَ القُربانَ,
يا هَولَ هذا البَذلِ و القُربانِ
كم مِن فقيرٍ مُعدَمٍ, مُلتاعٍ.
كَم مِن بريءٍ, في يدِ السّجّانِ
ليستْ لهم حرّيّةُ التعبيرِ,
فالخوفُ بحرٌ, واسعُ الشطآنِ
و الحزنُ سهمٌ في صميمِ الصّدرِ,
يقضي على الأحلامِ و الإنسانِ.
هيّا إلى الإضرابِ, حانَ الوقتُ
للرفضِ و الإنذارِ و العصيانِ.
لا تسمعوا للوعدِ و التخديرِ,
ثوروا عليهم, ثورةَ البركانِ
إنّ انتظاراً طالَ للإصلاحِ,
ما كانَ شيءٌ منهُ يا إخواني
هذا الكلامُ اليومَ منْ جلاّدٍ
للشّعبِ, لا يأتي مِنَ الوجدانِ.
يأتي لخوفٍ منهُ, أن ينزاحَ
عنْ لذةِ الكُرسيِّ و السّلطانِ
إنّي أقولُ الحقَّ, في أشعاري,
و النصُّ لا ينأى عنِ العنوانِ.