عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-08-2018, 11:22 PM
وديع القس وديع القس غير متواجد حالياً
Platinum Member
 
تاريخ التسجيل: May 2006
المشاركات: 796
افتراضي سجّلوا إسمي شهيدا ً ..!!.؟ شعر / وديع القس

سجّلوا إسمي شهيدا ً ..!!.؟ شعر / وديع القس


سجّلوا إسميْ شهيدا ً بالنُّذُور ِ
سجِّلونيْ ..في غيابيْ أو حضوريْ


وازرعونيْ ياسمينا ً في الجبال ِ
ينثرُ المعبوقَ طيبا ً وبخور ِ*


وارسموا فوقَ رفاتيْ علما ً
أحمرَ الألوان ِ من رأس ِالنسور ِ


فعشيقُ الموتِ حبّا ً بالتراب ِ
مثلُ ساريْ الّليل ِ في عشق ِ القمور ِ*


وهدى اللهُ حياتيْ مرّة ً
ولتكنْ نبراسَ درب ٍللعبور ِ*


أجملُ الأنواع ِ من حبِّ الحياة ِ
وطنٌ يُحفَرُ في عمق ِ الصّدور ِ


لا تعاتِبنيْ على حبِّيْ فأنتَ
بعدَ ربِّيْ في قداسات ِ الطّهور ِ.!


قدْ تربّينَا سويّا ً بالكِرام ِ
ورضيعا ً مذْ أنا طفلٌ صغير ِ


وترعرتُ على عزِّ الطفولة ْ
وشببتُ ، بينَ أشبال ِ الهَصور ِ*


وانصهرنَا بشقاء ِ الكادحيِن ِ
وتشاركنَا بأفراح ِ الفَخَار ِ*


وترقّينَا سويّا ً بالعلوم ِ
وانطلقنَا للسّحاب ِ ، كالصقور ِ


واندمجنَا بالدّماء ِ ، والعروق ِ*
وتقاسمنَا السّعادةْ في سرور ِ


مذْ تباعدنَا على ضيم ِ الفراق ِ
أنتَ كالظلِّ لصيق ٌ في حضوريْ


قدْ أخذت َ الرّوحَ منِّيْ دونَ علميْ
وتركت َ الجّسم َ مطعونا ً كسير ِ*


فحياتيْ ليسَ ملكيْ .. ووجوديْ
ليسَ إلّا رقما ً حسبَ الهجير ِ


ولروحيْ في قوانين الغريب ِ
جائعٌ يبحثُ عنْ خبز ٍ ودوْر ِ*


غربةُ الأهل ِ جفاءٌ وصعابُ*
وغريبُ التُّرب ِ مقطوعُ الجذور ِ


موتُ أمّيْ وأبيْ حزنُ اليتيم ِ
إنّما بعدكَ أقسى بالشّعور ِ.؟


كيف َ أنعمْ بحياتيْ ووجوديْ
ونزيفُ الدمِّ فيك َ بالهُدُور ِ*


أيّها التّاريخُ نقِّشْ فوق َ قبريْ
آية َ الحقِّ لأصحاب ِ الضّمير ِ


إنّهُ ، قدْ مات َ حبّا ً بالتّراب ِ
وعشيقا ً للسّنابلْ والزّهور ِ


أنتَ ذاك َ العِزُّ يا مهد َ الكرام ِ
والمُفدّى .. وطنٌ أسمهُ سُوريْ ..!!


شعر وديع القس ـ 22 . 07 . 2018
كلمات ومعاني :
المعبوق : الرائحة الطيبة الزكية ـ ساري الليل : الذي يمشي في الظلام ليلا ًـ النبراس : المصباح المضيء ـ الهصور : الأسد والجمع ( هواصر وهواصير ) ـ الفخار : العزّ والمكارم ـ عروق ( جمع عرق ) الأصيل الكريم ـ الكسير : ضعيف وخائب ـ دوْر : جمع دار ـ التُّرْب : التراب ـ الهُدُور : ما يقال: عن الدم المهدور ـ المفدّى : الشيء العزيز الذي يفدي الإنسان روحه لأجله.. وهنا ( كناية عن الوطن المفدّى أو فداءً للوطن )
__________________
الذين يثبّـتون أنظارهم إلى السماء لن تلهيهم الأمور التي على الأرض
ابو سلام
رد مع اقتباس