لُغَةُ الضّاد
شعر/ فؤاد زاديكى
لُغَةُ الحُروفِ على رَشَاقةِ رَسْمِها ... جَعَلَتْ عُرُوشَ قلوبِنا تَتَصَدَّعُ
مَلَكَتْ مشاعِرَنا بروحِ جمالِها ... وسَمَتْ بِمَجدِ أصالةٍ تَتَمَتَّعُ
تَرَكَتْ بِكُلِّ حديقةٍ مُتَنَفَّسًا ... لِمشاعِرَ ارْتَبَطَتْ بِها تَتَوَسَّعُ
فَمتى سَيَمْنَحُنا اللقاءُ تَواصُلًا ... لِيَكونَ مُجْتَمَعًا, فَلَيْسَ تَمَنُّعُ؟
لُغَةٌ تَعَدَّدَتِ المَناقِبُ, لم تَكُنْ ... بِسِوَى بلاغتِها الرّشيقةِ تَلْمَعُ
عَرَضَتْ بَراعةَ فَنِّها و فُنُونِها ... شَرَفًا تَفَاخَرَ بِانتِزاعِهِ مُبْدِعُ
بِأبي فَدَيْتُكِ يا جلالةَ عِشْقِها ... فَأنَا المُتَيَّمُ بِالحُرُوفِ أشَرِّعُ
لُغَتِي بِمنطقِها الجميلِ, وروحِها ... لِيَكونَ في ألَقِ الصَّفَاءِ تَرَفُّعُ
لُغَةٌ يُعِيقُ مَسارَ روحِ تَجَدُّدٍ ... صَلَفٌ يُكابِرُ والتَّقَوقُعُ مَرْجِعُ
فَإلى مُواكَبَةِ الجَديدِ تَفاعَلي ... وَبِهذا مَجدُكِ بالتّقَدُّمِ يُرْفَعُ
غَزَتِ الحياةَ مِنَ العُلومِ عَوَالِمٌ ... فَلِمَ الرّكودُ وحَبْلُ وصلِكِ يُقْطَعُ؟
عُرِفَتْ فَضَائِلُكِ الكَثيرةُ سابِقًا ... فَهَلُمَّ, لا تَدعِي فَضَائلَ تُصْرَعُ
جَعَلُوا سِراطَكِ في مَجَاهِلِ خيبةٍ ... عُوِجَ المَسَارُ, فَباتَ أمرُكِ يُوجِعُ
لُغَةٌ بِاسْمِ الضّادِ أسْعَدَتِ الوَرى ... واليومَ في أيِّ المَراتبِ تُوضَعُ؟
جَنَحَتْ إلى خَلَلٍ, تَزَعْزَعَ حالُها ... فَجَرَتْ تُشَارِكُنا المَرارةَ أدْمُعُ
رَغِبَتْ مُواصَلَةَ بالقديمِ, بِنَصِّهِ ... فإذا الرِّداءُ مُهَلْهَلٌ ومُرَقَّعُ.