الحياةُ اسْتُهْلِكَتْ إذ ليس تَخْلُو ... مِنْ مَطَبَّاتٍ و مِنْ أعباءِ دَهْرِ
إنّهُ تأكيدُنا في ما نراهُ ... مِنْ أذاها المُعْتَدِي و الكُلُّ يَدْرِي
يا إلهي منكَ لُطْفٌ ثمَّ سِتْرٌ ... واقِعُ الإنسانِ مَحْكُومٌ بِعُسْرِ
كلّما شاءَ ابْتِعادًا عَنْ هُمومٍ ... رغبةً في راحةٍ مِنْ هَمِّ فِكْرِ
كَبَّلَ الخوفُ انْطِلاقاتِ الأمانِي ... فَانْتَشَى يأسٌ لِكَي يُودي بِعُمْرِ
رُبّما لو شُدَّ إيمانٌ بِصَبْرٍ ... كانَ في مَقدورِهِ دَفْعٌ لِقَهْرِ
مَوجةُ الأنواءِ تَقْوَى كُلَّ حِينٍ ... سَطَّرَتْ أمجادَها سَطْرًا بِسَطْرِ
ليتَ للإنسانِ صَبْرًا كي ينالَ ... بَعْضَ فَوزٍ مِنْ أمانيهِ بِنَصْرِ
مَنْطِقٌ لا شَكَّ يَدْعُو لِانفِرَاجٍ ... عندما الأمواجُ في إحكامِ أمْرِ
حِكْمَةُ الأيّامِ في ما أنْجَزَتْهُ ... بَيَّنَتْ لِلنّاسِ كيفَ الحالُ يَجْرِي
إذْ هُنا بُؤسٌ ثَقيلٌ مُسْتَبِدٌّ ... أو هُناكَ اليأسُ مَكْتُوبًا بِسِفْرِ
إنّها الأحداثُ في وَقْعٍ مُريبٍ ... بَعْضُها حُلْوٌ ... و بَعُضٌ جِدُّ مُرِّ
تُعْلِنُ الأشياءَ, تَجلو مُحتواها ... ليسَ تُبْقِي مِنْ خَفَاياها بِسِرِّ.