رحلةٌ تمضي
يرحلُ الإنسانُ عن هذي الحياةِ
فارغاً منها, فَجِيءْ حسنَ انتباهِ
رحلةٌ تمضي سريعاً دونَ إذنٍ
ليس إلاّ, فهيَ نفخٌ في مياهِ.
رحلةٌ فيها عبورٌ نحوَ آتٍ
في حصادٍ لا تكنْ عنهُ بساهِ
سلّطِ الأضواءَ وعياً دونَ خوفٍ
في هوى حرصٍ شديدٍ لا كَلاهِ
في رحابِ الكونِ عَدْواً خلفَ وهمٍ
وهمِ لذّاتٍ, ففي هذا الدواهي!
سلّطِ الأضواءَ, أضواءَ احترافٍ
مُفعماً بالرّوحِ لا تسعى تُباهي.
في عيونِ الكونِ إغراءٌ عظيمٌ.
في صفاءٍ ظاهرٍ حلوِ الشّفاهِ
يملكُ الإحساسَ فتّاناً رشيقاً
غادراً, فاحذرْ لما تحتَ السّواهي!
كلّما أوغلتَ في بُعدٍ, ضياعٍ
زادكَ الإيغالُ بُعداً عن إلهِ.
لا تقلْ ربّي رحيمٌ سوف يأتي
كلّ آثامي سماحاً دونَ آهِ
إنّه أعطاكَ عقلاً كي يكونَ
مرشداً لا تُرمى في بحرِ التواهِ
كلُّ ما في الكونِ منْ إغراءِ مالٍ
شهوةٍ, طيبٍ و سلطانٍ و جاهِ
إنّما ماضٍ إلى دنيا زوالٍ
يا أخي, فاعملْ بما يُرضي إلهي!