يا أبي يا نورَ عيني كم أنا
قد حزنتُ عندما شاهدتُكَ
تنظرُ نحوي و أنتَ مُنْهَكٌ
ترغبُ في النّطقِ لكنْ صوتُكَ
خانه النّطقُ فهلّتْ أدمعٌ
تُفْصِحُ تنوي و مُذْ قابلتُكَ!
أنهكَ الإعياءُ منكَ قوّةً
اِنكفى وعيٌ خبَتْ بسْماتُكَ
شئتُ ألاّ أبكي كي لا تحزنَ
ما استطعتُ أنّني أحسستُكَ!
تجرعُ الآلامَ حزناً يائساً
يُدركُ بدءَ ارتحالٍ صمتُكَ.
كم تألّمتُ و عيناي ترى
عمقَ ما فيكَ قريباً موتُكَ!
عزّةٌ بالنّفسِ إصرارٌ على
أنْ تظلّ في ثباتٍ ذاتُكَ
بيدَ أنّ الوقتَ أرخى حيلَهُ
إنّهُ وقتُ ارتحالٍ وقتُكَ!
يا أبي كم كنتَ تعطي فرحةً
يُسعدُ أنفاسَنا تنكيتُكَ
خبرةٌ جئتَ اكتساباً يا أبي
من عراكِ الدّهرِ كم خبراتُكَ
اغتنتْ أغنَتْ حضوراً إنّها
قد أفادتْ كلَّنا خيراتُها
إنْ بقولٍ ناصحٍ أو حكمةٍ
أو بأمثالٍ صَفَتْ نبراتُكَ
ها هي تخبو و تقضي نحبَها
أُغرقتْ في ظُلْمَةٍ وَمْضاتُكَ.
يا أبي أنّي حزينٌ و الأسى
في فؤادي أينعتْ دمعاتُكَ
ليس سهلا أنْ أراكَ تنتهي
منك تذوي هكذا شمعاتُكَ
أنت ركني لا تغادرْ إنّني
قد تيتّمتُ. أبي أنّاتُكَ
تقطعُ قلبي و تشوي مهجتي
صبركُ يا ربّي هل رحماتُكَ
تأخذُ عنّي بعيداً والدي
أمْ تبقّيهِ؟ هي آياتُكَ!
1: والدي كبرو الياس زاديكه الذي أصيب بنوبة قلبية تسببت له بشلل نصفي من جهة اليمين و هو الآن راقد في المستشفى في بلدة كونيكز برون (التابعة لمنطقة آوغسبورغ حيث يقيم أخي الياس و عائلته) منذ خمسة أيام و حاله تسوء يوما بعد يوم. نظمت هذه القصيدة بعد زيارتي له يوم 28 و 29 من هذا الشهر (برفقة ولدي وسيم و جوني و عمي أفرام) و مشاهدته على هذا الوضع الصّحي الصعب بحيث لم يعد قادراً على الكلام و حركته ضعيفة جداً. نطلب من الرب أن ينظر إلى وضعه فيرى بحكمته ما هو الأنسب و إننا نصلّي من أجله و أجل والدتي حانة قرياقس لأنّ هول الصّدمة كان عليها قاسياً بعد عِشْرَةِ عمرٍ بلغت حوالي الستّين عاماً. لتكن مشيئتك يا رب و ليستْ مشيئة أي بشر فنحن ضعاف القلوب و الإيمان!