كَفْكِفْ دموعَكَ
كَفكِفْ دموعَكِ يا وجدي, فما ذهبَ
مِنْ قِسطِ عمرِكَ, لا تأتيهِ مُنْتَحِبا
العمرُ رحلةُ مشوارٍ, لهُ أجَلٌ
في سفرِ عمرِكَ محفوظٌ و قد كُتِبَ.
هَدهِدْ همومَكَ, لا تفتَحْ لها سُبُلاً,
تنأى بقلبِكَ, جِدْ مِنْ أمرِها سببَا
فيهِ التصبّرُ للتَخفيفِ منْ ألمٍ,
يدمي المواكبَ و الأسفارَ و الكتُبَ.
طَبّبْ جراحَكَ, واسيها بما ملكتْ
منكَ المواهبُ, خبراتٍ و مُكتَسَبا
و اَجعَلْ حياتَكَ في منأىً عنِ الضرّرِ.
بالعقلِ تنجحُ, لا تسعاهُ مُغْتَصِبَا.
اِفهَمْ مصيرَكَ, فالدنيا بها عجَبٌ.
اِنهَضْ بشأنِكَ, و انفضْ عن إصرارِكَ التعبَ.
خَلِّ المقاصدَ, تجلو عن مخارجِها
صمتاً تحجّرَ, زادَ القهرَ و الغلَبَ.