الشّاعرُ المُسْتَفِزُّ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
قَدْ تَرَيْنِي شاعِرًا ... مُسْتَفِزًّا يا (نَغَمْ)
لستُ في هذا على ... موقفٍ لا يَنْسَجِمْ
والذي أبدَيتِهِ ... إنَّهُ صِدْقُ الكَلِمْ
مُسْتَفِزٌّ عندما ... جاهِلٌ يَغْلِي بِدَمّْ
لا يَعِي مِنْ أمرِهِ ... أيَّ شأنٍ. أي. نَعَمْ
لا أُجافِيهِ كمَا ... لا أُحابِيهِ بِفَمْ
إنّما أَرثِي لَهُ ... حالُهُ, حالُ العَدَمْ
يَدَّعِي أُكذُوبَةً ... ثُمَّ يَطْوِيْهَا بِكُمّْ
كُلَّما حَدَّثْتُهُ ... راغِبًا في ما يَهُمّْ
ألتَقي إصرارَهُ ... في غباءٍ مُقْتَحِمْ
لا يُرَاعي غيرَهُ ... حيثُ سَعْيُ المُنْتَقِمْ
هذهِ مَأساتُهُ ... ما لَها حَلٌّ و كَمْ
مِثلُهُ في هُوَّةٍ ... ليسَ مِنْ عُودٍ نَغَمْ
إنّني دَومًا على ... مَوقِفِي لا أتَّهِمْ
أيَّ شخصٍ بالذي ... فيهِ مَدعاةُ الألَمْ
غيرَ أنِّي مُؤمِنٌ ... أنّ إفصاحَ القَلَمْ
عنْ شُعُورٍ ناصِحٍ ... نُصْحُهُ ما فيهِ ذَمّْ
بلْ أرَاهُ مَسلَكًا ... فيهِ فَضلٌ و الكَرَمْ
بِانتِقادٍ مَكسَبٌ ... تَستَوِي فيهِ القِيَمْ
مَنْ يَعِشْ في جَهْلِهِ ... ما غَرِيبٌ أنْ يُذَمّْ.