لا تمطري
لا تمطري موتاً و لا إرهابا
لا تمطري حزناً أتى الأعصابَ
ندري بأنّ الحقدَ وحشٌ مجرمٌ
فاق الأسودَ شراسةً و ذئابا
لا تمطري عنفاً و تفجيراً فلا
ندري لماذا هكذا قد صابَ
لؤمُ الكريهةِ مُقحِمٌ شيطانَه
في حومةِ التخريبِ فيما اغتابَ.
القتلُ أمسى اليومَ سطرَ كتابه
و السّطرُ أحرفُه أتتْ نّسّابا.
ماضٍ عقيمُ السّقمِ أمطرَ حسّه
كرهاً. دماءً. لوعةً و خرابا
لا تمطري منك الجماجمَ إنّها
لا تفهمُ الإفصاحَ و الإعرابَ
هذي البلادةُ أغرقتْ في رزئها
هذا الشّواذُ غدا هنا دَبّابا.
لا تمطري جهلا و لكنْ رحمةً
يأتي التراحم بينها أقطابا
لا تمطري خوفاً و عيشي حلمنا
إنّ الحضارةَ لم تعدْ كُتّابا
إنّ الحضارةَ أصبحتْ في عالمٍ
شيطانُه الثاراتُ تُلقي سِبابا.
إنْ تمطري فالخير ألاّ تمطري
هذا الخطيرَ و ذلكَ النّصّابَ
عودي إلى رشدٍ ترينَ له مدىً
مستهدفاً عذباً أتى الأطيابَ
لا تمطري كرهاً و لكنْ أسهماً
تأتي ازديادَ محبّةٍ و مُطابا.
إنْ تُمطري خيراً فأهلاً مرحباً
إنْ تُمطري شرّاً فلسنا صِحابا!
صار الشّعارُ اليومَ نوقفُ خِنجراً
أمسى يجزُّ و قاتلاً نصّابا
إنّ السّماءَ تلبّدتْ بوساخةٍ
و الأرضُ أشقتها قذىً و عذابا
هذي الدّعارةُ من فتاوى ثلّةٍ
كفرتْ بحمد الله فيما انصابَ.