عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-09-2006, 08:11 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,949
افتراضي تنكّر لجميل صنع الأمّ! شعر: فؤاد زاديكه

شابّ بعد أن قوي عوده واشتدّ عزمه واستطاع ذات يوم الاعتماد على نفسه ضاع في متاهات الدنيا ونسي الأم التي حرقت نفسها لأجله وضحّت بحياتها بعد وفاة أبيه فكانت له الأب والأم . وحين قست الحياة على هذه الأم المسكينة واحتاجت ابنها ليكون إلى جانبها يعينها على ملمّات الحياة ومصاعبها بعدما نالت الشيخوخة من عزمها وعزيمتها وحطّمت جميع آمالها. لم تجد ابنها الوحيد ليناديها بكلمة ماما أو يجيب لها نداءً أو يلبّي لها حاجة وعاش لذاته منغمساً في حياته الخاصة وكأنّ لا أمّ له. ومن هذا الواقع اخترتُ هذه الصورة الشعرية وهي توجد بكثرة في المجتمعات الأوروبية وحتى الشرقيّة أرجو أن تكون فيها عظة وتنبيه وإنذار!



تنكّر لجميل صنع الأمّ!
يا حبيبي! يا بنيّ
تسعةً جئتُ حملتُكْ!
لم أنمْ ليلي أراعي..
.. كَ بأحشائي وضعتُكْ
قطعة تنمو من الإحساسِ
من روحي وهبتُكْ
في نهاري الوقتُ يمضي
وأنا عمري أتيتُكْ!
كنتَ لي شغلي وهمّي
وعلى سعدٍ رفعتُكْ
شئتُ أنْ تأتي سليماً
كلّ إحساسي زرعتُكْ!
في صلاتي كنتُ أدعو
ومن الشرّ حميتُكْ
حتّى جئتَ الدنيا حرّاً
وأنا منّي قطعتُكْ!
ثمّ يمضي العمرُ أشقى
وعلى قهري نصرتُكْ!
يرفلُ العمرُ شباباً
كلّ ما شئتَ منحتُكْ
كنتُ في منحي وحبّي
بالمحبّة قد غمرتُكْ!
بعد هذا العمر يا ابني
لم تُعنّي وانتظرتُكْ!
أظلمَ الدهرُ بعيني
ثمّ تهتُ ما وجدتُكْ
ليتني ما كنتُ يوماً
يا منى عمري ثكلتُكْ!
هل ترى هذا جزائي؟
هل أنا فعلا ولدتُكْ؟
كم تمنّيتُ لو اَنّي
لم أكنْ يوماً نصرتُكْ!
كم تمنّيتُ لو اَنّي
يا ابن بطني ما احتضنتُكْ!
كم تمنّيتُ لو اَنّي
في حياتي ما وجدتُكْ!
قادراً حرّاً سعيداً
غلطتي أنّي صنعتُكْ!

رد مع اقتباس