مَخاضُ الخوف
مخاضُ الشكِّ بالخوفِ الثقيلِ
و خوضُ الوهمِ للبحرِ الطويلِ
و لجمُ العقلِ في أسرٍ أضرَّ
بمولودٍ و مخلوقٍ جميلِ.
أتى إجهاضَهُ من دونِ وعيٍ
فعاشَ القلبُ في حزنٍ و وَيلِ.
سلاماً يا مخاضَ الروحِ هلْ لي
بنجوى مِنْ حبيبٍ أو خليلِ
متى الإجهاضُ لم يُبقِ مخاضاً
فينأى الصبحُ معتلاًّ بليلي.
رسومٌ لم تكدْ تأتي وضوحاً
و خلتُ الخلقَ في وجهٍ أصيلِ
رسومٌ أدبرتْ غابتْ عيونٌ
عن اللوحاتِ في صمتٍ جليلِ
رسومٌ باهتاتٌ دونَ معنىً
ترامتْ فوقَ جدرانِ الأصيلِ
فلا طيرٌ تُحسُّ الشّدوَ منه
و لا همسٌ على حلمٍ عليلِ
و لا أنثى تراءى الحسنُ يغوي
فؤادَ العشقِ كي يأتي بِمَيلِ
تُحسُّ السّحرَ قد أمسى غريباً
بعيداً عنها في مِيلٍ و مِيلِ.
مخاضٌ أتعبَ الأقدارَ ساقَ
عناءَ الشَّكِّ محمولاً كَذَيلِ
شئونٌ أتعبتْ صدرَ الزمانِ
و غاصتْ في كثيرٍ مِن وحولِ.
مخاضٌ ولّدَ الشَّكَّ الحبيسَ
على ما فيهِ من خوفٍ قتيلِ.
مخاضُ الشّكِّ ضربٌ من جنونٍ
به التشويهُ لي في ذا دليلي!
أقِمْ للخوفِ محراباً و دَوِّنْ
على أبوابِهِ "أُذْكُرْ رَحِيْلِي".