إنّكم أحفادُ ماضٍ
اقتلوا من بعضكمْ ما شئتمُ
فإذا لم تقتلوا لستم عربْ!
إنّه التاريخُ يبدو وجهُهُ
من تراثٍ غارقٍ فيه الجربْ.
عاينوه دونَ وهمٍ خادعٍ
أو تخاريفَ التعالي والكذبْ
كلُّ ما فيه صراعاتٌ أتتْ
بالفظيعِ المرِّ و العبء التّعِبْ.
إنّكم أحفادُ ماضٍ مظلمٍ
سطّرَ الأحداثَ عاراً ينتسبْ
قيّموا تاريخكم يا سادتي
و انظروا ما فيه من حالٍ عجبْ!
إنّ إسرائيلَ تدري أنّكم
عاشقو أحقادِ طلاّبُ الشّغبْ
أدركتْ لا خيرَ منكم يُرتجى
أسرعتْ من غزّة جاءتْ تنسحبْ.
تقتلون بعضكم في خسّةٍ
ثمّ يأتي القولُ: أمريكا السّببْ!
نسمعُ الأقوالَ حلواً طعمها
بيد أنّ المرّ فيها و الكربْ
قد سمعنا من كثيرٍ منكمُ
زارعَ الأحلامِ في قولٍ عذُبْ
"ليس تقتيلٌ و ليستْ فتنةٌ
بل دمٌ حرٌّ مُصانٌ في وّجبْ".
غير أنّ ما نراهُ قائماً
من قتالٍ و اقتتالٍ محتزَبْ
إنّما أمرٌ فظيعٌ خاسرٌ
في رهانِ الوهمِ لن يأتي الغلَبْ!
فالدّماءُ اليومَ سالتْ عذبةً
إنّه (قايينُ) جرماً يرتكبْ!
لا يشاءُ السّلمَ يأتي موقفاً
من أخٍ منه نرى لا يقتربْ
يشهرُ الأحقادَ تغلو مرجلا
بانتقامٍ كلّ ما فيه الغضبْ
هذي إسرائيلُ تُعطى فرصة
كي تقولَ اليوم قد جنّ العربْ!
افعلوا ما شاء أجدادٌ لكم
من شنيعِ الفعلِ و هو المُنتَسَبْ
هذه "الأوحالُ" ليستْ سهلةً
قد يغوصُ الكلُّ فيها للرّكبْ.
برّروا الأفعالَ مهما شئتمُ
إنّكم أولادُ أفعى لم تُصِبْ
هذه الأفعالُ عارٌ شائنٌ
في جبينِ الكلّ ما فيها أدبْ.
قد كشفتمْ كلّ أوراقٍ لكم
لم يعدْ يجدي بألفاظٍ لَعِبْ.
كلّكم مسئولُ عمّا يحدثُ
ناتجُ الأفعالِ غالٍ في الطّلبْ
سيّسوا الأديانَ كيف شئتمُ
ما الذي تأتونَ منها من أربْ؟
إنّه قهرٌ و ظلمٌ كافرٌ
إنّه الجهلُ الذي فيه السّحبْ.
كلّما زادَ انغلاقٌ منكمُ
كلّما زادَ القصورُ المكتئبْ.
هذه الدّنيا انفتاحٌ فافهموا
ليس في تطويلِ أطرافِ الشّنبْ!
صدّقوني الدّينُ بارٍ منكمُ
يا ( حماسَ ) الشرِّ يا نارَ اللّهبْ
كلّما (عبّاسُ ) أبدى رغبةً
في بلوغِ الأمنِ حاولتم هَرَبْ
يعلمُ الواعونَ ممّنْ أمرُكم
حالكم ما مستقرٌّ ينقلبْ
كلّما جئتمْ بريداً آمراً
من غريبٍ لا نراهُ ينتصبْ
يخلطُ الأوراقَ وِفقَ المُشتهى
ما لكمْ في ذا فلاحٌ بل تعَبْ!
عالجوا الأوضاعَ فيما بينكم
إنّه الحلُّ الوحيدُ المُرتَقَبْ!
على ضوء ما جرى ويجري في الوقت الحاضر من اقتتال دموي بين الأشقاء من فتح المعتدلة وحماس الأصوليّة, وقد ذهب ضحية هذه الاشتباكات عشرات القتلى من الطرفين بدم بارد دون مسئولية حقيقيّة أو شعور بالواجب الوطني الذي ينادي الجميع به فيما لا يراعي حرمته أحد من هذه الأطراف وكما يقال فإن دود الخلّ منه وفيه