ضياعُ الجمال
تَلُفَ الكثيرُ مِنَ الجمالِ، و نورُ
فذهبنا في فلكِ القبيحِ، ندورُ
زَمَنٌ تيسّرَ فيهِ، شرُّ بليّةٍ،
فتقاذفتْ حِمَمٌ، مداها بحورُ.
حِمَمٌ هي استفحالُ أزمةِ عصرنا،
طفحتْ بقيحٍ، و النتاجُ شرورُ.
فُقِدَ الجمالُ مِنَ الحياةِ، فأظلمتْ
سننُ المناهجِ، و اعتراها فتورُ.
خلقَ الإلهُ حياتَنا، بجمالِها
أدباً، و إيماناً، فعشنا نثورُ
منحَ العقولَ تفهّماً، و تعقّلاً،
ليكونَ للوعي الرشيدِ حضورُ.
قيمٌ تلقّفها الغباءُ بوثبةٍ
هتكَ المسرّةَ، و استباح،َ يجورُ.
فإلى متى هذا الغباءُ يسوقُنا،
و يعضُّنا، و يذلُّنا، فنخورُ؟
أسسُ الجمالِ، الخيرُ في أخلاقنا
فلمَ التردّدُ، لا نشاءُ نثورُ؟
و لِمَ الجهالةُ، و الأذيّةُ طَبعُنا؟
و لِمَ حياتُنا ليس فيها نُذورُ؟
حِمَمُ الشّرورِ، نصبُّها بجحيمِها،
و لنا إلى عمقِ الجحيمِ عبورُ؟
لكأنّنا السببُ المباشرُ للأذى،
و كأنّنا الشّررُ البغيضُ يفورُ.
وهبَ الإلهُ حلاوةً لحياتنا،
فشردنا، نعبثُ، و المُرادُ قشور.