يا مُوقِدَ الشّرِّ إيذاءً بهِ ضَرَرُ ... يا مُشْعِلَ الكُرهِ نارًا لَهْبُها خَطِرُ
يا مُفِسِدَ الودِّ بينَ النّاسِ هل سَبَبٌ ... يدعو لذلكَ والأحقادُ تنصَهِرُ؟
اللهُ باركَ مَنْ يُعطي مَحَبَّتَهُ ... دونَ انْتِقاصٍ لأنّ النّاسَ تَعْتَبِر
فالفِكرُ يَجْمعُ أوراقًا مُبَعْثَرَةً ... والعقلُ يَنظُرُ مَنْ يَقوَى ويَنْتَصِرُ
أمّا الإرادةُ تدعونا لِفَرْمَلَةٍ ... في حالِ كَشَّرَ عنْ أنيابِهِ القدَرُ
هذي عَوامِلُ إنسانٍ بكامِلِهِ ... فِكْرٌ وعقلٌ ونَفْسٌ إنّنا بَشَرُ
إنّ التّماسُكَ ضمنَ الذّاتِ مَفْخَرَةٌ ... تُعطي هُدُوءًا فلا يَجْنَحْ بِها سَفَرُ
يا مَنْ تَمَثَّلَ بالأشرارِ يَتْبَعُهُمْ ... نَهجًا رَديئًا ألَمْ يُنْبِئْكَ ما الخَبَرُ؟
إنّ المساوئَ لا تَجني سوى ضَرَرٍ ... قد يَلذعُ الرُّوحَ مِنْ أفعالِهِ شَرَرُ
تَبًّا لِفِكرٍ سَفِيهٍ ظلَّ مُعْتَقِدًا ... أنَّ التّقَلُّبَ بالأهواءِ مُعْتَبَرُ
لا تأملِ الخيرَ مِنْ شَرٍّ تُمارِسُهُ ... هذي حقيقةُ ما يأتي بهِ الأثَرُ
إنْ شئْتَ تَزرعُ خيرًا سوفَ تَحْصِدُهُ ... أو جِئتَ تزرعُ شَرًّا نَبْتُهُ مَرَرُ
فَاخْتَرْ لِنَفْسِكَ ما يُنْجيكَ مِنْ ضَرَرٍ ... إنَّ المُؤَكَّدَ أنَّ اللهَ مُنْتَظِرُ.