عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 06-02-2017, 09:04 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,934
افتراضي


132

واقعُ التّجديدِ قائمْ
في حياةِ النّاسِ دائمْ

و الخلايا ليس يبقى
حالُها عندَ العوالمْ

مثلما كانتْ عليهِ
قبلَ أعوامٍ صوارِمْ

حالةُ التّجديدِ هذي
حالةٌ ليستْ تُقاوَمْ.

133

أيّها المُبدِعُ فِكْرَا
أيّها العالمُ أمرَا

أيّها المُعطي سلامًا
آمِنًا حلوًا و حُرَّا

أنتَ مَنْ يُعطي جميلًا
مُستَحَبًّا مُسْتَقِرَّا

أنتَ إنسانٌ عظيمٌ
جئتُكَ التّعبيرَ شُكْرَا.

134

بعينينا إلى الأشياءِ ننظرْ
و مِنْ ثُمَّ بإحساسٍ لنشعرْ

و في هذا و ذاكَ العقلُ يبقى
مُشيرًا مُستشارًا كي نُعَبِّرْ

عَنِ المحسوسِ و التفكيرُ جارٍ
و هذا ما بمأمولٍ يُبَشِّرْ

لنا عَقلٌ هُوَ القاضي بهذا
يقيسُ الحالَ و الأحكامَ يُصْدِرْ.

135

رَوِّضِ التفكيرَ بالمَسعى لِمَكْسَبْ
مُبْصِرًا بالعقلِ تَدقيقًا يُشَذِبْ

عندها تقوى على التقويمِ وعيًا
في وصولِ المُبغى مِمّا ستَرْغَبْ

ضَعْ خطوطَ السّيرِ في منحى اتّجاهٍ
واضِحٍ و امشِ إلى تحقيقِ مَطْلَبْ

ربّما تأتي عراقيلٌ و لكنْ
تابِعِ المسعى بِجِدٍّ سوفَ تَكْسَبْ.

136

ما حظوظُ النّاسِ إنْ عاشتْ بوهمِ
تخلطُ الأشياءَ خَلْطًا دونَ عِلمِ؟

كيف للإنسانِ ذو عقلٍ و فَهمٍ
يغلقُ التفكيرَ عن وعيٍ و فَهْمِ؟

إنّ بعضَ النّاسِ همْ في نحوِ هذا
ما لهم بالفكرِ مِنْ هَمٍّ و غَمِّ

تنقضي أيّامُهمْ مِنْ دونِ معنىً
إنّهم في حُكْمِ مَوتى حَسْبَ عِلمي.

137

حاوِلِ الإفلاتَ مِنْ شِرْكِ اكتئابْ
إنّ للأحزانِ مكتوبَ العذابْ

لا تَقُلْ ليستْ لديّ مَقدِراتٌ
ليس في هذا نجاةٌ أو صوابْ

قُلْ سأسعى جاهِدًا في صَدِّ هذا
لي مجالٌ واسِعٌ, هذا الجوابْ

قوّةُ الإنسانِ بالإصرارِ تبدو
لا عليهِ الخوفُ إنْ صَدَّ الحِرابْ.

138

ظروفُ البعضِ أعلتْهمْ مقامَا
و هم لم يبذلوا جهدًا مُرامَا

ظروفٌ إستغلّوها فكانتْ
بما جاءتْ تُجيزُ الاحترامَ

و بعضٌ ربّما عاشوا نِيامًا
فلا حظٌّ لِمَن عاشوا نِيامَا

إذا ما الظّرفُ وافاكمْ بيومٍ
فبالمَحمودِ أنْ تلقوا السّلامَ.

139

بلدتي يا بلدتي انتِ العريقة
في نضالٍ ضدَّ أهوالٍ حَريقة

حاوَلوا استئصالَكِ غدرًا و عُنفًا
مِن جُذورٍ في أمانيها عميقة

لم يَلِنْ عزمٌ فقاومتِ غُزاةً
وِفقَ ما كانتْ ظروفٌ و الطّريقة

(آزِخُ) استَبْسَلْتِ و الأجدادُ كانوا
دائمًا في صَحوةٍ أيّامَ ضيقة.

140

إنّ فخري و اعتزازي بانتسابي
مَوطني قد صارَ في حكمِ الخرابِ

موطنُ السّريان أجدادي أراهُ
عُرْضةً للنّهبِ آهٍ مِنْ عذابي

لم نَصُنْ تاريخَهُ, و الحبُّ صَونٌ
أصبحتْ تشوينا نارُ الاغترابِ

كم نُعاني مِنْ عذاباتٍ و قَهرٍ
مِنْ معاناةٍ و في هذا الغيابِ.

141

عندَ ساعاتِ الرّحيلْ
فاطِرٌ قلبُ الخليلْ

يشعرُ الإنسانُ ضيقًا
فوقَ صدرٍ في ثقيلْ

يشتهي لو يبقى يومًا
آخَرًا دونَ الرّحيلْ

راغِبًا عمرًا طويلًا
أينَ مِنْ عمرٍ طويلْ؟

142

يا ملاكَ المَوتِ قُلْ لي
أنتَ مسرورٌ بِفِعْلِ

عندما تأتي سريعًا
خاطِفًا روحًا بِسَهْلِ

إنْ لإنسانٍ مُعينٍ
أسرةً أو أُمِّ طفلِ؟

قلبُكَ القاسي كصخرٍ
أهلَهم بالنّار تُصْلِي.

143

روحُهُ تعلو إلى ربِّ السّماءِ
عندما التّنفيذُ في حُكمِ القضاءِ

بينما الجسمُ المُسَجّى سوفَ يَلْقى
مَسْكَنًا في الأرضِ مِنْ دونِ العناءِ

قيلَ إنّ الرّوحَ تبقى بعضَ وقتٍ
في مجالِ الجسمِ مِنْ بعدِ الفناءِ

تنظرُ الأشخاصَ عنْ قُرْبٍ و هذا
ممكِنٌ, فالرّوحُ تبقى في الفضاءِ.

144

لي أبٌ قد ماتَ, أمٌّ بالحياةِ
أحمدُ الحالينَ إذْ بعدَ المماتِ

سوف لن يفنى كإنسانٍ لهذا
إنّهُ حيٌّ و كلُّ الكائناتِ

إنْ بنارٍ في دموعٍ جارياتِ
أو بِدارِ الخُلْدِ ما مِنْ مؤلِماتِ

إنّنا نمضي غصونًا عارياتٍ
هكذا المكتوبُ في سِفرِ الحياةِ.

__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس