مُدامُ الرّوحِ إنشادُ الصَّلاةِ
بحالِ الطُّهرِ دونَ المُوبِقاتِ
فإنّ اللهَ ربُّ الكائناتِ
يرى ما ظاهِرٌ و الخافياتِ
لهذا كُنْ بعلمِ البيّناتِ
وَ صِلِّ بالأماني الصّافياتِ
حذارِ أن تُنادي اللهَ هاتِ
فذا أمرٌ مَخِلٌّ بالصِّفاتِ.
أماتَ الجهلُ قومًا لا يرونَ
سوى الماضي و لا يستدركونَ
جديدًا حاصِلًا في منجزاتٍ
بمنأىً عن خُرافاتٍ اضلَّتْ
ترى قومًا للفظِ[1] هائجينا أضاعوا رُشدَهم مُستهترينَ
بفَضلِ العلمِ, لا بل ناكرينَا.
ألمروجُ الخُضرُ تُغري و الحدائقْ
و البساتينُ التي خرّتْ لخالِقْ
كلُّها بالحسنِ تشدو في حياةٍ
إنّهُ حُسْنٌ و بالألوانِ ناطِقْ
إنْ قصدتَ الرّوضَ و المرجَ اشتهاءً
فالحنايا منكَ في نجوىً و خافِقْ
لا يعي ما في جمالِ الوردِ إلّا
ذلك الواعي لهُ في عَينِ حاذِقْ.
أنتَ لم تَبخَلْ بشيءٍ يا إلهي
بينما الإنسانُ في دُنياهُ لاهِ
لو نظرنا الكونَ كيفَ الكونُ يبدو
في جلالِ الحُسْنِ مِنْ دونِ التّباهي
لاستَفَدْنا منْ دروسٍ غابَ عنّا
محتواها. ما التهينا بالملاهي
إنْ مضينا في طريقِ الوهمِ هذا
لاعترى بؤسٌ و لاقَينا الدّواهي.
إذا غامرتَ في شرَفِ المعالي
فلا تَرضَ بخاصِرةِ المجالِ
لأنّ الصّدرَ مُنْتَظِرٌ لتأتي
عَراكَ شجاعةٍ, فإلى النّزالِ
لطَعمِ الموتِ لذتُهُ إذا ما
يكونُ لِعِزّةٍ و عظيمِ حالِ
يظلُّ العقلُ في الَقٍ رشيقٍ
بحكمتِهِ العريقةِ في النّضالِ.
إذا ماتَ الفقيرُ فلا رفيقُ
يكونُ بِرفقَةٍ و كذا صديقُ
و إنْ ماتَ الغنيُّ تَرَ جموعًا
إذا ما واكبتْ ضاقَ الطّريقُ
فأينَ العدلُ و الإنسانُ روحٌ؟
و هلْ فَرقٌ إذا جُمِعَ الفريقُ؟
غنيُّ المالِ لا قلبٌ يحنُّ
و قلبُ المكتوي فَقْرًا رقيقُ.
ريحُ الضّلالِ متى هبّتْ على قومِ
ما مِنْ خلاصٍ لأنّ القومَ في نَومِ
يستاصلُ الويلُ آمالًا و أحلامًا
مِنْ واقعِ الحالِ لا يسعونَ للقَومِ[2] مِنْ بَعْدِ هذا تراهم في بُلَهنيَةٍ
شَدّوا الرِّحالَ إلى التّطبيلِ باللّومِ
قَومُ انكفاءٍ على أحوالِهم ظلّوا
دونَ اعتبارٍ كأنَّ الفكرَ في َصومِ.
[2] القوم: القيام و النّهوض