عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 03-02-2017, 05:32 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,908
افتراضي



87


يا إلهي البحرُ يَحكي عنْ صفاكْ

و انبلاجُ الفجرِ يُنبي عنْ بهاكْ


و الطّيورُ استدركتْ أوكارَها

ترفعُ الشُّكرانَ في مهوى سَناكْ


و الورودُ استرسلتْ في عطرِها

تملأُ الدّنيا أريجًا في رُباكْ


بينما الإنسانُ يغفو جاهِلًا

ناكِرًا فَضْلًا, و لا يسعى رِضاكْ.


88


السّقمُ يهلكُ بعضَ النّاسِ في بَدَنِ

و البعضُ يفتكُ بالأفكارِ في خَشِنِ


فالجسمُ يبرأُ, لكنْ ليسَ مِنْ أمَلٍ

يبدو ليبرأَ حُمقٌ صارَ كالرّسَنِ


بالدّهرِ جَمٌّ مِنَ الأمراضِ نشهدُها

أشكالُ حقدٍ و ثاراتٌ على عَفَنِ


هذي الحقائقُ مثلَ الشّمسِ واضحةٌ

و الكلُّ يُدرِكُ ذا بالسِّرِّ و العلَنِ.


89


عندما تقسو قلوبُ النّاسِ, تغدو

دونَ أوصافٍ لأنّ الشرَّ يشدو


طامِعًا في أمنياتٍ عدّةٍ

مِنْ أغانيهِ الأذى و الظلمُ عُمْدُ


إنّ ربَّ الكونِ رحمنٌ رحيمٌ

قُلْ لماذا قسوةٌ مِنّا تصدُّ؟


إنّنا في قلبِ جلمودٍ و صخرٍ

و الحسابُ الحقُّ موعودٌ و وَعْدُ.


90


يا كاتِمَ الحبِّ ها عيناكَ تشتبِكُ

لا تخفي حُبَّكَ إنّ السِّترَ مُنْهَتِكُ


يسعى الرّقيبُ إلى استنفارِ رغبَتِهِ

لكنَّ سعيَهُ قد يصطادُهُ الشّبَكْ


يا كاتِمَ الحبِّ إنّ الشّمسَ تعشقُهُ

كلُّ الذينَ اختشوا الإعلانَ قد هَلِكوا


أَعْلِنْ شعورَكَ للدّنيا, و لا تَخَفِ

قد باركَ اللهُ هذا الحبَّ و الفلَكْ.


91


عطايا اللهِ لا تُحصى بِعَدِّ

و لا بالحجمِ في وِسْعٍ و مَدِّ


لأنّ اللهَ إنْ أعطى كريمٌ

و يُعطي دائمًا مِنْ غيرِ صَدِّ


لهذا الأمرِ كُنْ قلبًا مُحِبًّا

حنونًا دونَ إخفاقٍ بِرَدِّ


حظوظُ النّاسِ ما نيلَتْ بسَهْلٍ

لهذا الكلُّ مَشمولٌ بِسَعْدِ.


92


مُقلةُ الأقدارِ تبكي الكائناتْ

كونَها ضلّتْ, فصارتْ في سُباتْ


طاوعتْ أطماعَها فاستسلمتْ

تقطعُ الأوصالَ منْ جسمِ الحياةْ


أهدرتْ أخلاقَها في حُمْقِها

و استبدّتْ بالأذى صارتْ أداةْ


في يَدِ الشّيطانِ و الشّرِّ, الذي

مصدرٌ للسوءِ, كلِّ النائباتْ.


93


يا فتاةَ اللّينِ ما قلبي حديدُ

لا تصدّيهِ فهذا ما حَميدُ


حاوِلي أنْ ترأفي دونَ انتقامٍ

فالأماني مِنْ تَدانيها البعيدُ


أمْ تُرى آثَرْتِ إذعاني لأمرٍ

شاءَهُ حُسنٌ مِنَ الأنثى و جيدُ؟


أقبِلي نحوي فكأسُ العشقِ جارٍ

لستُ مَنْ عَنْ متعةٍ يومًا يحيدُ.


94


هوذا البلبلُ في روضِ الأماني

ساحِرًا بالصّوتِ يشدو بالأغاني


يُنعِشُ الأرواحَ و النّفسَ ابتهاجًا

يملأُ الأرجاءَ مِنْ عذبِ المعاني


طائرٌ يسعى إلى الإسعادِ حتّى

يجعلَ الإنسانَ في قلبِ الزّمانِ


مُعطيًا ما في أمانيهِ العِذابِ

حيثُ بَوحُ الشّجوِ يصفو باتّزانِ.


95


أنشدي شعري الذي في خاطري

هامِسي شوقي بطيفٍ ساحرِ


قد ترينَ العشقَ في حالاتِهِ

واقفًا يغري بلينٍ ظاهِرِ


إنّ بالعشقِ انصهارًا بَيّنًا

مِنْ شعورٍ بالعطاءِ الوافِرِ


إنّكِ وحيٌ لشعري ناشِرًا

في خلايا النّفسِ كلَّ العاطِرِ.


96


قد وعدتُ زهرتي ألّا أخونْ

بعدما عانيتُ من ذاك الجنونْ


في زمانٍ قد مضتْ أيّامُهُ

كان بالألفاظِ لا الفعلِ المُشينْ


فالوفاءُ اليومَ مطلوبٌ كما

كلَّ يومٍ قبل آذانِ المَنونْ


مَنْ يَخُنْ عهدًا جَهولٌ أحمقٌ

لن يُعاني ما سوى ذاكَ الأنينْ.


97


حلِّقي يا نسمةَ الصّبحِ المُضاءْ

همسةً تحلو على مَتنِ الفضاءْ


مَتِّعي أنفاسَنا مِمّا بكِ

مِنْ معانٍ جُلُّها يحوي الصّفاءْ


ارسمي لونًا و كوني رحمةً

و استمِدّي الرّوحَ مِنْ هذا الضياءْ


قد رفعنا الصّوتَ مِنْ أعماقِنا

فاقبَلي يا شمسُ أصواتِ النّداءْ.


98


يا خليلَ النّفسِ نادِمْ وحدتي

إِرْخِ أوتادَ المدى مِن لوعتي


و امسحِ الأحزانَ عن قلبي متى

زادَ بالإيقاعِ نظمُ الشِّدَّةِ


عندما ينهلُّ دمعي جاريًا

علّها تشفي أماني مُقلتِي


إنّ بِي قلبًا حنونًا ما لَهُ

قُدرةٌ في الصّدِّ عندَ القسوةِ.


99


أنتِ يا بِنتَ السّواقي الجارية

في أمانيكِ الظِّلالُ الحانية


كَفُّكِ المِعطاءُ جَوّادٌ بِما

يُنعِشِ الأزهارَ عندَ السّاقية


إنْ أتَتْ يومٌ فراشاتُ الهوى

تشتهي عَذْبًا كظمأى شاكية


لا تلوميها فقلبي مثلها

نارُهُ هاجتْ, فصارتْ حامية.


100


كلُّ ضَغطِ باختصارْ

قابِلٌ للإنفجارْ


إنْ غزا أعصابَنا

ربّما فيه انتحارْ


ضيقُ نفسٍ صاخِبٌ

مثلَ أمواجِ البحارْ


ليسَ مِنْ ضَغطٍ أتى

راحةً أو إزدهارْ.


101


خُذْ شعاري قُدوةً و اعمَلْ بِهِ

قد جمعتُ الخيرَ في أسبابِهِ


لا تَهِنْ شخصًا ضعيفًا, لا تَرُدّْ

طالِبًا عونًا على أعقابِهِ


لا تَشِ بالنّاس كِذبًا مطلَقًا

كُنْ لوعدِ الصّدقِ مِنْ طُلّابِهِ


لا تَعِشْ حقدًا, و سالِمْ كلَّ مَنْ

يقتدي بالسّلمِ أو آدابِهِ.


102


رَبّةَ الأسحارِ أرْبَكتِ النُّهى

كلُّ ما فيكِ ابتغاءُ المُشتهَى


خَفِّفي عنّي فإنّي واقِعٌ

فانتصابُ العزمِ مِنّي قد وهى.


قلتُ يا قلبي تأنّى لحظةً

إنّني الموجوعُ, قُلْ لي ما دهى؟


لم يشأْ رَدًّا و لكنْ صمتُهُ

جاءَ بالإعلانِ منهُ المُنتهَى.


103


أيّها الغافي كسكرانِ الهوى

هل أضاعَ العقلَ مفعولُ النّوى؟


قِفْ على ما فيكَ مِنْ شأنٍ تَرَ

أنّ ما تحياهُ في حُلْمٍ ذوى


أقفلتْ آفاقُ عقلٍ بابَها

لم تعُدْ تدري بما في المُحتوى.


أيّها الغافي أَفِقْ مِنْ غفوةٍ

أنتَ تدري منكَ قد خارتْ قوى.


104


أيّها المَرضوضُ وَهمَا

زادَكَ الإعياءُ غَمّا


حاوِلِ استيعابَ وَضعٍ

إنّه يزدادُ سُقْمَا


في غيابِ العقلِ جهلٌ

مُهْلِكٌ يمتدُّ حَجْمَا


عقلُكَ الميزانُ, زِنْهُ

يستقيمُ الأمرُ حُكْمَا.


105


لم أجِدْ ذاتي بذاتي

إلّا مِنْ بعدِ الصَّلاةِ


بالصَّلاةِ الرّوحُ تسمو

ثمّ تُعطي بالحياةِ


راحةً للنّفسِ, فيها

ما يعيشُ الأمنياتِ


في رِحابِ اللهِ طرًّا

هذا شأنُ الكائناتِ.


106


واقعُ الموتِ اغترابُ

لحظةُ الموتِ اكتئابُ


تسقطُ الأحلامُ, تذوي

ليس يُحييها شبابُ.


ساعةٌ فيها عصيبٌ

إنّ هذا القبرَ بابُ


نارُ أحزانٍ تَقيدُ

يُنْزلُ السِّترَ الحجابُ.


107


بالتّواريخِ الشّواهِدْ

و المعاييرِ المقاصِدْ


حالةُ الأعرابِ صارتْ

مَذْ أتى عَمرو و خالِدْ


حالةَ الحُمّى و داءً

لم تَغِبْ عنهُ المكائدْ


وضعُهم لا زالَ هذا

كاسِدٌ فكرًا و فاسِدْ.


108


"هادئٌ كالفأرِ" تشبيهٌ جميلُ

ربّما يدريهِ أشخاصٌ قليلُ


لم أكُنْ أدري بهِ مِنْ قَبلُ فِعلًا

هل هدوءُ الخوفِ هذا أم فضولُ؟


بعضُ أمثالٍ عنِ الحَيْوانِ قيلَتْ

في صِفاتٍ, كي تَعي هذا العقولُ


يستفيدُ النّاسُ منها في حياةٍ

للحياةِ اليومَ, لو شئتَ الأصولُ.


109


لا يحجبُ الغِربالُ نورَ الشّمسِ

فافهَمْ علومًا, و اسْتَفِدْ مِنْ درسِ


ألحقُّ مثلَ النّورِ في إعلانٍ

إنْ في غَدٍ و اليومِ أو بالأمسِ


مهما عَراكُ الدّهرِ باستفزازٍ

ما قادِرٌ إيذاءَهُ بالحَبْسِ


مَنْ لا يُريدُ الحقَّ في إنصافٍ

مَسعاهُ وَهْنٌ خادِعٌ للنّفسِ.


110


يُعاني الغمَّ بالدّنيا الحَسودُ

لهذا لا ترى يومًا يسودُ


أَلَمْ تعلَمْ بهذا يا عزيزي

و قد غنّى مِنَ الأمثالِ عُودُ؟


فما مِنْ حاسِدٍ نالَ احترامًا

و لا أغناهُ مسعاهُ البليدُ


صفاءُ القلبِ يُعطيكَ ارتياحًا

بعينِ الحاسِدِ المغرورِ عُودُ.

__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 03-02-2017 الساعة 05:40 PM
رد مع اقتباس