عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 31-01-2017, 04:30 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,908
افتراضي


61
رغبةُ النّفسِ اندفاعُ يدفعُ... ما لها حَدٌّ و ليستْ تشبَعُ
إنّها تسعى المزيدَ المُبتغى ... مِنْ مَلذّاتٍ و هذا المُوجِعُ
لا تَكُنْ عبدًا مُطيعًا طيِّعًا ... إنْ هِيَ اجتاحت و شاءتْ تطمعُ
حاوِلِ الإفلاتَ مِنْ تأثيرِها ... مُطْلِقًا رَفضًا, ففيها مَصْرَعُ.
62
كُنْ نشيدًا مُفْرِحًا ربَّ السّمَا ... و اجعَلِ الأزهارَ تحلو مَبْسَمَا
حينَها الأيّامُ يصفو وِدُّها ... مُرْسِلًا طِيبًا يفوقُ الأنجمَ
كُنْ مُحِبًّا لَيِّنًا هذا الذي ... يجعلُ الإحساسَ فينا أنْعَمَا
حتّى يأتي القلبُ في إشراقةٍ ... تقصدُ الإنسانَ مَسعىً أرْحَمَا.
63
قد شَرِبتُ الكاسَ مِنْ دَنِّ الهوى ... فاكتوى قلبي بنيرانِ الجوى
حينَ لاحتْ نجمةٌ في أفقِها ... لا ترى للحبِّ نأيًا أو نوى
انتشتْ نفسي و لانتْ رغبتي ... سَخّرَتْ روحي مجاميعَ القوى
قلتُ يا حبّي أزيلي كُرْبَتي ... ردّتِ النّجمةُ: كَرمي ما استوى.
64
طَبعُ بعضِ النّاسِ بالدّنيا غريبْ ... إذْ بهِ جَمرٌ و أنواعُ اللهيبْ
يَدَّعونَ الطِّيبَ لكنّ الذي ... في صدورٍ منهمُ رَغوٌ كثيبْ
هم خفافيشُ الأذى في لؤمِهم ... لو فَحَصْتَ القلبَ منهم لا يُجيبْ
إلّا بالمُخزي كأنْ في عمقِهمْ ... ظلمَةٌ و الشّرُّ في ليلٍ رهيبْ.
65
بحرُ هذا الكونِ منهُ الواسِعُ ... فيهِ ما ضَرٌّ و فيهِ النّافِعُ
إنْ قصدتَ البحرَ يومًا عائِمًا ... فَلْيَكُنْ طوقُ النّجاةِ اللّامِعُ
مِنْ رؤى فكرٍ و وعيٍ مُدْرِكٍ ... منطقَ الأحكامِ, كيفَ الواقِعُ
إنْ تَعَدّى الحَدَّ في سَهوٍ لهُ ... في مهاويِهِ بجهلٍ واقِعُ.
66
تُحرقُ الأعصابَ نيرانُ الغضبْ ... بانفعالٍ و اضطراباتِ السّحُبْ
لا تَدَعْ منها لهيبًا ينتشي ... مِنهُ وَقدٌ نازِعًا عنهُ السّبَبْ
مِنْ فَتيلٍ يحتوي في جوفِهِ ... ما شرارٌ أو سبيلٌ مُلْتَهِبْ
هَدِّئِ الأعصابَ و اهدأْ لحظةً ... و انتَظِرْ وقتًا لإصلاحِ العطَبْ.
67
يا عظيمَ الشأنِ يا عقلَ البشَرْ ... في أمانيكَ المعاني و العِبَرْ
في رياضِ العلمِ نَفْحٌ عاطِرٌ ... و انتشاءُ الشّمسِ في قلبِ العُمُرْ
نِعمةُ اللهِ التي أهدانَها ... كي تُعينَ النّاسَ في حكمِ القدَرْ
إنّهُ الإعجازُ في إنجازِهِ ... ثورةٌ بالعلمِ تأتي المُنْتَصِرْ.
68
يُلْهِمُ الإنسانَ حينًا مَوقِفُ ... أو كلامٌ أو حنانٌ يَلْطُفُ
أو شعورٌ تنتشي أوداجُهُ ... أو مثالٌ حاضِرٌ مُسْتَظْرَفُ
كلُّ هذا ثمّ نَبْضٌ غيرُهُ ... يجعلُ الإلهامَ وحيًا يَخطِفُ
روعةَ الألفاظِ في نَظمٍ لهُ ... مَنطِقٌ حلوٌ لوصفٍ يترَفُ.
69
إنّنا في واقعٍ فيهِ الشّقاءْ ... مثلما فيهِ انتعاشاتُ الهناءْ
حَسبما المَسعى و مَهوى المُرتَجى ... باجتيازِ الصّعبِ مِنْ هذا الفضاءْ
ربّما أقدارُنا في حكمِها ... خَطّتِ الأحداثَ في عمقِ القضاءْ
غيرَ أنّ الوعيَ مِنّا و الرؤى ... لا ترى الدّاعي لإقصاءِ الرّجاءْ.
70
آدَمُ المخلوقُ لمْ يستَوعِبِ ... حكمةَ المقدورِ, نَصَّ المَطْلَبِ
لم يكنْ يدري بأمرٍ قادِمٍ ... سوف يأتي بالعذابِ المُتْعِبِ
عندما أغراهُ عَرضٌ ساحِرٌ ... مِنْ مُعينٍ في مساعي العقرَبِ
خالَفَ المُوصى بِهِ في غَفلَةٍ ... أفَقَدَتْهُ العِزَّ, حكمَ المَنْصِبِ.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس