عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 31-01-2017, 08:56 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,934
افتراضي


49
تَعَلَّمْ أنتَ مِنْ أغلاطِ غيرِكْ ... فهذا الوعيُ في مشوارِ سَيرِكْ
لأنّ الجاهلَ الغافي ضريرًا ... فقد يسعى لكي يحظى بخيرِكْ
و أنتَ لا ترى منهُ انفراجًا ... و لا وجهًا بَشوشًا مثلَ طيرِكْ
فلا تَفْتَحْ لهُ أبوابَ قلبٍ ... و لا تُعطِ قليلًا مِنْ كثيرِكْ.
50
بلادي أرّقتْ جفني بِبُعْدِي ... عَنِ الأوطانِ و الأوجاعُ سهدِي
لقد عانيتُ فيها قبلَ هَجرٍ ... و تهجيرٍ و تَهميشٍ و رَصْدِ
حَمَلتُ في حنياي الصّدرِ حُبًّا ... أُناجي غُربتي أسعى لِوَعْدِ
إلى لُقيا مُحيّاها, لأنّي ... أسيرُ الشّوقِ و الأشعارُ وجدِي.
51
قلتَ يا قلبي على الأهوالِ أَصْبِرْ ... صَبْرَ أيّوبٍ و لا تسعى لأكثَرْ
إنّني حاولتُ جهدي يا فؤادي ... قد رأيتُ الهولَ و الأخطارَ أكبَرْ
هل لهذا الحالِ تغييرٌ يُوافي ... واقِعي قُلْ لي أراني سوفَ أخْسَرْ؟
لَمْ يُجِبْ قلبي بحرفٍ إلّا أنّي ... قد عَرَفتُ الرّدَّ إنّ الصّبرَ مَعْبَرْ.
52
أوجدَ اللهُ المحبَّة ... فانتشى منها الأَحِبّة
إنّها مَنحى أمانٍ ... ليس بالمنحى المَطَبَّة
روحُها اللهُ المُحِبُّ ... و الأماني المُسْتَحَبَّة
عِشْ معانيها لِتحيا ... دونَ إحباطٍ و رَهبَة.
53
يا أخي الإنسانُ هيَّا ... نُنْشِدِ المَغنى سَوِيَّا
في رِحابِ الخيرِ هذا ... ما سَيُبقي الفكرَ حَيَّا
خُذْ مِنَ الدّنيا عطاءً ... و اعطِهِ غَيرًا ليَحيا
هكذا تصفو الأمورُ ... تمنحُ الأنفاسَ ريَّا.
54
يا إلهَ المالِ يا هذا اللّعينْ ... قد أَسَرْتَ النّفسَ صارتْ لا تَلينْ
فانطفا مِنْ عُمقِها نورُ الهدى ... أخفقتْ بالسّيرِ عاشتْ في أنينْ
فاعتراها الياسُ, عاشتْ ظُلمَةً ... ليسَ مِنْ نورٍ و لا بعضُ اليقينْ
كَوّمتْ أطماعَها في رَغبةٍ ... ما لها سُكنى و لا مِنْ مُسْتَكينْ.
55
أيُّها الشّيطانُ يا ذا المجرِمُ ... كلُّ ما تأتيهِ فيهِ المؤلِمُ
تعْرِفُ الأحوالَ في أسبابِها ... و الأذى يومًا فيومًا يَعْظُمُ
تجعلُ الإنسانَ مَدفوعًا إلى ... رغبةٍ يُوحيها وهمٌ مُظلِمُ
آمِلًا بالفَوزِ حتّى ينقضي ... أمرُ إنجازٍ. عسى يسْتَسْلِمُ.
56
ليسَ مِنْ شخصٍ تَفانى ... يقبلُ الظلمَ الهوانَ
غيرَ ظلمِ الحبِّ هذا ... بالأماني مُبتغانَا
ظلمُ وجهِ الحسنِ عَدلٌ ... لا أرى فيهِ مُدانَا
إنّ بالحُبِّ الحياةَ ... إذْ بهِ نلقى أمانَ.
57
ربيعُ القلبِ يبقى في دوامِ ... بعينِ العشقِ من هذا المرامِ
حُنُوُّ السّحرِ منْ أنثى دلالٍ ... و مِنْ ثغرٍ على كاسِ المُدامِ
يطولُ العمرُ منْ قلبٍ لهذا ... يظلُّ القلبُ يسعى للغرامِ
و مَنْ لا يعشقُ السّحرَ الجميلَ ... فإنّ القلبَ يبقى في ظلامِ.
58
أشِرِقي شمسَ النّهارِ ... فوقَ هاتيكَ البحارِ
و املئي بالسّحرِ كَونًا ... في شروقٍ و افترارِ
وجهُكِ الصّافي بهاءٌ ... في أماني إزدهارِ
نورُكِ المُعطي حياةً ... في نَماءٍ و اخْضِرارِ.
59
شوقُ قلبي نارُهُ لم تُخْمَدِ ... طالَما ما مِنْ قرارٍ في يدِي
إذْ نظمتُ الشِّعرَ في أغراضِهِ ... نظمَ إيقاعٍ لوزنٍ أمجَدِ
فاعترتْ قلبي مجاميعٌ لهُ ... في حنايا النّفسِ صارتْ ترْقُدِ
يا فتى الأحلامِ قد عزّ الذي ... تبتغي بالسّعدِ عندَ المَقْصَدِ.
60
مُطرِقٌ بابي جمالٌ خارِقُ ... قلتُ مَنْ هذا المُوافي الطارِقُ؟
ما فتحتُ البابَ حتّى أشرقتْ ... فتنةٌ حسناءُ. إنّي العاشِقُ
قلتُ يا قلبي أرى أحوالَكمْ ... إنّما ساءتْ و منكمْ خافِقُ
أدركتْ روحي, أجابَتْ إنّ مَنْ ... صَوّرَ الإبداعَ ربٌّ خالِقُ.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس