لا تُطيلي في غيابٍ
لا تُطيلي في غيابٍ
هدّني هذا الغيابُ
كلُّ يومٍ، منّي جرحٌ
نازفٌ فيه العذابُ.
لا تصدّيني، فأنتِ
مَنْ تبقّى و الكتابُ.
أوهنَ البعدُ احتمالي
لا سؤالٌ، لا جوابُ
لا اهتمامٌ منك يبدو
ذلّني منكِ اغترابُ.
ما حملتُ، و احتملتُ
في حياتي يا ربابُ
مثلَ هذا العبءِ، كوني
لي مُعيناً، فالشّبابُ
صارَ مِن عمري يغيبُ،
و الهوى صار الشرابُ
أحتسي كأسي و حزني
بحرُهُ فيهِ اضطرابُ
أحيا ساعاتٍ طوالاً،
جُلُّها وهمٌ، ضبابُ
ما تخيّلتُ بأنّي
ذاتَ يومٍ قد أُصابُ
بالذي أدمى فؤادي.
إنَّهُ فِعلاً مُصابُ.
عاودي أيامَ طيبٍ،
و ليكنْ منكِ الإيابُ
كنّا في سَعدٍ لذيذٍ،
كان يسقينا الرّضابُ
مِنْ ملذاتٍ كثيراً،
باتَ يروينا السّرابُ.
حاولي، إنصافَ قلبٍ
عاشقٍ فيه التهابُ
إنْ تعودي اليومَ، ليسَ
اللومُ همّي و العتابُ
بل مدى عفوٍ كبيرٍ،
صَدّقي كُلّي مُذابُ.
حاوري أوجاعَ قلبي
سوفَ يأتيكِ الجوابُ.
ما مُخيفٌ، ما مُريعٌ
قد تولاّني اكتئابُ.