القولُ الرّشيدُ
شعر: فؤاد زاديكه
جديدٌ؟ ما بهِ شيءٌ جديدُ
فمَوروثٌ عتيقٌ ذا الجديدُ
هِيَ الكعباتُ1 كانتْ ليس تُحصى
أُبيدتْ كُلُّها، ظلَّ الوحيدُ
بناءًا واحداً، أضحى مزاراً
لماذا الكفرُ و القولُ البليدُ
بأنّ اللهَ لابراهيمَ أوحى
ليبنيها؟ فذا إفكٌ شديدُ!
بناها بعضُ أعرابٍ و كانت
كأصنامٍ لها يومٌ و عيدُ
و ما كانت من الإسلامِ شيئاً
فهذا باطلٌ، أينَ الشّهودُ؟
سمعنا منطقَ التاريخِ يحكي
بإثباتٍ فلا يبقى جحودُ
فكعباتٌ كثيراتٌ وُجِدْنَ
لأقوامٍ لها كانتْ تشيدُ
عباداتٌ و عاداتٌ توالتْ
مع الأزمانِ أرساها جدودُ
و ظلّتْ هكذا عُرفاً و ديناً
إلى أنْ أدركَ "الوحيَ" "الحميدُ"2
فأفتى موهِماً أتباعَ دينٍ
بما أهواؤهُ كانتْ تريدُ
فجاء القولَ أنّ اللهَ أوحى
لإبراهيمَ، و القولُ الرشيدُ
خلافٌ للذي جاءَ "النبيُّ"
و هذا ثابتٌ فيه المُفيدُ
لمنْ يسعى وصولاً و ابتغاءًا
لأجلِ الحقِّ، و الحقُّ الحديدُ
فلا ابراهيمَ بانيها، و ليسَ
لهُ عِلمٌ بها، قُلْ ما تُريدُ!
كلامٌ فارغٌ لا صِدقَ فيهِ
فذا عهدٌ إلى بَعدٍ يعودُ
خرافاتٌ رأى فيها سلوكاً
ليبقى الجهلُ في قومٍ يسودُ.
1_ كان هناك 23 كعبة لعرب الجزيرة، و كانت هذه الكعبات لتأدية طقوس عبادة إله القمر و الشمس و غيره لدى القبائل العربية.
2 _ المقصود به محمد نبي الإسلام