يظلّ اللّيلُ يطوينا
يموجُ اللّيلُ مُرتعشاً
و أنتِ بينَ أحضاني
أقلّبكِ على بلّور
أشواقي و أشجاني
مراياكِ تذكّرني
بساحاتي و خِلجانِي
و عيناكِ بها البوحُ
يغنّي عذبَ ألحاني
و نَجماتُ الهوى يشجيها
تغريدي و ديواني
فلا تهوى تفارقني.
تناجيني بألوانِ
يظلُّ اللّيلُ يطوينا
على صمتي و إعلاني
إلى أن يشعلَ الصّبحُ
نهاراً مثلَ وجداني
جميلَ الثّغر ينفحُهُ
يداعبُهُ كظمآنِ
إلى ما فيهِ من قطرٍ
يزيلُ حقْنَ أحزاني
وميضُ العشقِ يرفعنا
و كم بالهمسِ بكّاني
أدغدغهُ على شفتي
بموجِ الدفء غطّاني
نديَّ الطعْمِ منتشياً
على أقداحِ حرماني
فأغفو و الهوى مثلي
و أنتِ الظّبيُ يهواني!
صلاتي لم تعدْ إلاّ
أمانيكِ بميداني
و صوتي العذبُ يلفحكِ
لنطفي نارَ أفرانِ
أُحسُّ أنّ ناقوساً
صداهُ هزّ أركاني
على همسي أحطّ به
بعشقِ الوردِ أغراني
لثمتُ شمسَ وجنتكِ
فإذْ بالوصلِ حيّاني
أناشيدي التي عَذُبتْ
كينبوعِ الهوى الدّاني
أردّدها على عزْفي
و إيقاعي كفنّانِ!