في لحظةٍ
في لحظةٍ بيضاءَ، أو حمراءَ، أو سمراءَ
ليسَ لنوعِ اللونِ ما قد يخلطُ الأشياءَ
في رحلةٍ للونِ عبرَ الموجِ و الأسحارِ
في كوكبِ الترحالِ، لا تستغفلِ الأجواءَ
إنّ الربيعَ اختارَ، ما يهواهُ، في مهواهُ
لم يسألِ الأشجارَ و الأغوارَ و الأنواءَ
قد أفرغَ الإبداعَ، في التصويرِ و التشكيلِ،
و استخلصَ الأفكارَ و الأوزانَ و الأفياءَ.
لم يرتعشْ مِنْ قرصةِ الأسفارِ فيما عاشَ
بل أرّخَ التطبيعَ و التنويعَ لا الإقصاءَ.
غيثُ الأماني، استمهلَ الأمطارَ، لم يُهطِلْها
عصفاً و عزفاً، علّماهُ الصبحَ و الإمساءَ.
لونٌ كنفخِ الرّيحِ في الأصقاعِ و الأشتاتِ
أبدى جموحاً، أتلفَ العاداتِ و الأعرافَ فيما جاءَ.
إنّ اختلاطَ اللونِ، بالأمواجِ في إصراره المِقدامِ
نوعٌ فريدٌ، غيّرَ الإيقاعَ و الأفعالَ و الآراءَ.
في لحظةٍ مكتوبةٍ، مدروسةٍ قد تُغلَقُ الأفواهُ،
قد يولَدُ الإعجازُ، لا يرتابُ، لا يستعرفُ الأهواءَ.