يُمْهِلُ و لا يُهمِل
أنتَ ربُّ الكونِ يا ربَّ الحياة
و الأبُ الراعي لأبناءِ الحياة
ما الذي يجري؟ و هل لم تنتَبِهْ؟
طغمةُ الشيطانِ لم تتركْ حياة!
مُمهِلٌ؟ أدري إلهي إنّني
مُحبَطٌ مِنْ جُرمِ أنذالٍ قُساة
أظلموا الدنيا بإخفاقاتِهِمْ
دمّروا الإنسانَ, أينَ المُعجِزاتْ
كي يَرَوا فيها نذيراً, علّهمْ
يُوقفُوا النزفَ المُغَذّي للجُباة؟
أنتَ قد أمهلتَهمْ يا خالقي
فاستبدّوا, و استهانوا بالحياة
شعبُنا المقتولُ في أحلامِهِ,
في أمانيهِ, و مِنْ كُلِّ الجِهاتْ
لم يَعُدْ يقوى على هذا الذي
حاصلٌ في يومِهِ, أو ما سَيَاتْ.
يا إلهَ الناسِ, هلْ مِنْ لَفتَةٍ
مِنكَ تحمينا, تقوّي بالثباتْ
عزمَنا فالموتُ أمسى شمسَنا
في شروقِ الخوفِ, إعلانِ الوفاةْ؟
إنّكَ الصدرُ الذي يَحنو على
نفسِنَا, عندَ التصدّي للبُغاةْ
إنّكَ القلبُ الذي في ذاتِهِ
دائماً حبٌّ لكلّ الكائناتْ
إنْتَصِرْ يا ربُّ, فانصرْ ثورةً
لم تَقُمْ إلاّ لحلِّ المُشكِلاتْ
مشكِلاتُ الظلمِ, إذْ أعوانُهُ
فَرّغوا الإنسانَ مِنْ كلِّ الصّفاتْ.
ثورةٌ قامتْ لحقٍّ ضائعٍ
و الذينَ استُشهِدوا كانوا الأُباةْ.
حاكمٌ فَردٌ و أعوانٌ لهُ
أفسدوا الأحوالَ, عاثوا كالغُزاةْ
في ربوعِ الخيرِ مِنْ أوطاننا
في حياةِ الناسِ بَتراً كالأداةْ
شوّهوا الأوطانَ في مضمونِها,
فاستغلّوها بأحكامِ الطُغاةْ.
أنتَ قد أمهلْتَ وحشاً كاسِراً
حَدّدَ الأنيابَ, و الإنسانُ شاةْ.