أفيقوا مِن سُباتٍ
أفيقوا مِنْ سُباتِ الوهمِ أنتم
بقايا أمّةٍ, عاثتْ فسادا
بأرضِ اللهِ لم ترحمْ و تَعدِلْ
كمنْ منْ وهمِهِ الأمجادَ شادَ.
صروحُ الدهرِ لم تُرفعْ بسيفٍ,
و قتلٍ ظالمٍ أفنى, أبادَ
سيوفٌ منْ دماءِ الناسِ سالتْ
و قلبٌ حاقدٌ فتكاً أجادَ.
أفيقوا و اكشفوا عن سيّئاتٍ,
بهذا الزّعمِ أعليتمْ جهادا.
جهادُ النفسِ لا يعني قتالاً.
جهادُ النفسِ أن تأتوا رشادا
فلا تُؤذوا جمالَ الخلقِ نسفاً
و تفخيخاً و تفجيراً أعادَ
إلى الأذهانِ ما كانَ "النبيُّ"
بلؤمٍ حاقدٍ يغزو البلادَ
فيأتي أهلها ذبحاً و سبياً
و إذلالاً, طغى ظلماً و زادَ.
أفيقوا و اعلموا أنّ الزمانَ,
زمانَ البغي قد ولّى و بادَ.
نعيشُ اليومَ أحراراً برأيي
و أفكارٍ, و لن نرضى ارتدادَا
عنِ الإنجازِ من علمٍ غزيرٍ
أفاضَ الخيرَ و الطِيبَ المُرادَ.
أفيقوا, إنّكم أنصافُ موتى
عقولٌ جُمِّدتْ, عاشتْ سوادا
صباحُ العقلِ مقفولٌ لديكمْ
يعيشُ الوهمَ غَلقاً و انسدادا.
تمّنيتمْ بلوغَ الكونِ فَتحاً,
و لو تمّ الذي شئتمْ, فسادَ
لما جاءتْ لكمْ شمسٌ شروقاً
بغيرِ الجهلِ مرفوعاً عمادا.
حمدنا الربَّ أنّ النورَ ظلّ,
و أنّ الظلمَ لم يبلغْ مرادا.