أغنيةُ لحنِكَ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
غَنَّيتُ لحنَكَ إنشادًا, هَفَا الوَتَرُ ... يَختالُ عزفُهُ و الأسماعُ تَنْبَهِرُ
يا صَولةَ الحقِّ في أمجادِ رِفعَتِها ... ما أمتعَ المجدَ، حينَ الحقُّ يَنتَصِرُ
كم يَسعَدُ القلبُ في مَرآكَ مُنتَشِيًا ... و النّفسُ تَعشَقُ لمّا يَطلُعُ القَمَرُ
غَنَّيتُ لحنَكَ مُختالًا بِنَشوَتِهِ ... إنّ المعالِمَ في أرجائِها سَفَرُ
تَحنُو سحابةُ إحساسٍ تُظَلِّنَا ... بِالطِّيبِ تخطُرُ و الغَيماتُ تَنْهَمِرُ
كُلٌّ تَرَافَقَ بِالمَنشُودِ مِنْ أمَلٍ ... زَانَ المحافِلَ مُرتاحٌ لهُ البَصَرُ
قَبَّلتُ ثغرَكَ حينَ الصُّبحُ لامَسَهٌ ... و غَمزَةُ الفجرِ بانتْ، فَانتَشَى النَّظَرُ
إيقاعُ لحنِكَ أمَّ النّفسَ يُطرِبُها ... و نَشوةُ السِّحرِ مَيَّالٌ لها الوَتَرُ
مَنْ قالَ إنّكَ لا تُغرِي, بِهِ وَهَمٌ ... فالحُسنُ يخطُرُ و الآفاقُ تَزدَهِرُ
في موجِكَ البحرُ مُختالٌ على صَلَفٍ ... يُحيي مشاعرَ مَنْ أغرَتْهُمُ الصُّوَرُ
صوتُ البلابلِ يَشدُو لحنَ أغنِيَةٍ ... قِيسَتْ بِلَحنِكَ كان الوَهْنُ و الخَفَرُ
غَنَّيتُ عشقَكَ مَخمُورًا بهِ، و لَهُ ... مالَ انتِشَاءً على أعطافِهِ القَدَرُ.