حنينُ الماضي
هَلِ الماضي ثوابٌ أم عقابُ
إذا ما هزنا منهُ اضطرابُ؟
لئنْ ولّى على ما كان منهُ
و غطّى بعضَهُ ذاكَ الترابُ
فإنّ الحسَّ و الوجدانَ يبقى
بهِ في ذكرِ ما فيهِ التهابُ
حنينٌ عاصفٌ بالنفسِ لكنْ
هنا خوفٌ ينادي لا اقترابُ
و يبقى البحرُ في تقليبِ موجٍ
هديراً صاخباً هل يُستجابُ؟
جعلتُ الصبرَ و النسيانَ دأبي
و أخشى ضاع منْ رُشدي الصَّوَابُ
حملتُ وجدَ ماضيَّ ابتهالاً
و محرابي له الأحلامُ بابُ
هَلِ الماضي سيُنسى أم سيقضي
قتيلَ الخوفِ يشقيهِ اكتئابُ؟
سراياهُ التي في كلِّ حينٍ
ترى فرسانَها فيهم شبابُ
سَتُبقي ما بقلبِ الماضي سِرّاً
حَبيساً خانهُ يوماً جوابُ
فأبقاهُ المُعاني في هروبٍ
ليبقى ذلكَ السرُّ المُذابُ
خفاياهُ اكتوتْ أشواقَ نارٍ
فزادَ العبءُ و اشتدَّ المُصابُ
هُوَ الماضي و مَنْ مِنّا تعافى
مِنَ الماضي فلم يبقَ العذابُ؟