قالَ لِي عُصفُورُ دارِي ذاتَ مَرَّة ... ما تُرَى آتٍ بإبْحَارِ المَجَرَّة؟
أيُّها الإنسانُ كم أتْلَفْتَ وَرْدًا ... واعْتَمَدْتَ النَّهجَ أفْعَالًا مُضِرَّة
إنّني مُذْ صِرْتُ ضَيْفًا قبلَ عامٍ ... ها هُنا أحْسَسْتُ بالأشياءِ مُرَّة
في سَبيلِ المالِ قَتْلَى يَسقُطونَ ... في هَوَى الأطماعِ حرْبٌ مُسْتَمِرَّة
لا أخٌ واعٍ لهذا لا صَديقٌ ... لم تَعُدْ أحوالُ كَونٍ مُسْتَقِرَّة
قُلتُ يا عُصْفُورُ عَبِّرْ عنْ شُعُورٍ ... أنتَ حُرٌّ. لا تَظُنُّ النّاسَ حُرَّة
قبلَ عامٍ اِلْتَقَيْنَا وابْتَدَأْنَا في حَدِيْثٍ ... قُلْتَ لِي إنّي سعيدٌ ألفَ مَرَّة
اِلْتَقَيْتُ الشَّاعرَ المُعْطِي حَنَانًا ... قلبُهُ حُبٌّ, بَعيدٌ عَنْ مَضَرَّة
زِدْتَنِي طِيْبًا بِمَلْقَى اِرتياحٍ ... عِشْتُ أيّامِي بأفراحِ المَسَرَّة
بَيْنَما راقَبْتُ ما يَجري بَعِيدًا ... إنّها الدُّنيا على سُوءٍ مُصِرَّة
إذْ كَثيرُونَ استَمَرّوا في شُذوذٍ ... بَلْ هُمُ هَبُّوا إلى دَعْمٍ ونُصْرَة
مِنْ بَقائِي ها هُنا ما عادَ داعٍ ... سوفَ أمضي تارِكًا بالنّفسِ حَسْرَة
عِبْرَةٌ أنّي الْتَقَيتُ الصِّدقَ فيكمْ ... ها هُما عينايَ في ذَرْفِ لِعَبْرَة
إنّها نفسي تُعَاني اِضْطِرَابًا ... مِن أُناسٍ أوقَدُوا لِلشَّرِّ جَمْرَة
قُلْ وَداعًا يا صديقي إنّ عامًا ... اِنْقَضَى كُنّا مَعًا عِطْرًا وزَهْرَة.