انضمّ وزير الاقتصاد اللبناني بيير أمين الجميّل إلى قافلة شهداء الحرية والاستقلال في لبنان وهو الشهيد السادس لأسرة الجميّل وكان اغتياله عشية يوم الاستقلال بيد الغدر التي قتلت المئات من أبناء شعب لبنان لأسباب لا يدركها غير الباري عزّ وجلّ. وآن لهذه الغمّة السوداء أن تنزاح عن صدر هذا الشعب المسكين الذي صارت أرضه مسرحاً لصراعات خارجية لكلّ منها أجندتها الخاصة فيما يدفع الشعب اللبناني الثمن باهظاً. ولروحه وروح جميع شهداء الحرية في لبنان وغير لبنان أقول:
يا لبنان
يقتلونَ الخيرَ يا لبنانُ فيكَ
كي تعمّ الفوضى ينسدُّ الطريقُ
يقتلونَ الرّوحَ منك كي تموتَ
ينشب في عالمٍ منك الحريقُ
ما الذي يبغونَ منك يا عزيزي
يفرقُ الدنيا شهيدٌ أو رفيقُ
كلّما أرخى ظلامُ اللّيلِ ستراً
باشرَ الشّيطانُ من نومٍ يفيقُ
يشرعُ في رسمِ ما يأتي الخرابَ
يُغضبُ المولى دماً حرّاً يريقُ
أيّها الشّيطانُ يا إثمَ الحياةِ
يا سواداً كلَّ إبهاجٍ يُعيقُ
ما لكَ والقلبُ منك مثل صخرٍ
ما به لينٌ ولا شيءٌ رقيقُ
هذه الأرواحُ تقضي دون ذنبٍ
إنّه الكفرُ الذي منك العشيقُ
اتّقِ الرحمنَ يا شرّاً بليداً
قد حملتَ الموتَ أجناداً تسوقُ
في طريق القتل آلافَ الضحايا
ليس بالمخلوقِ يا هذا يليقُ
افترشتَ الأرضَ نيراناً لهيباً
لا تخافُ اللهَ أهوالا تذوقُ
عندما يأتي حسابٌ بعد هذا
لن يفيدَ الجأرُ أو يسوى النعيقُ
إنّك سوف تجيء الدفعَ يوماً
ربّك الرحمنُ ما هذا يطيقُ!