وجهٌ آخر للحرّيّة
قَبِّلني عشقاً و داعِبْ بُرعُمَ النهدِ
و اصهرْ شعوري و عِشْ للوصلِ تستجدي
أنثى احتراقٍ أنا في لفتتي لِينٌ
بالشهدِ يقطرُ مِنْ ثغري، فَذُقْ شَهدي!
قَبِّلني، قَبِّلْ ففي التقبيلِ إنعاشٌ
للنفسِ يُغري و تعبيرٌ عنِ الوَجدِ
قَبِّلْ شفاهي و قَبِّلْ وجهَ قافيتي
قَبِّلْ حنيني و لا تخشى مِنَ الصّدِّ
إنّ اشتعالي بعشقي باتَ مكشوفاً
نادِمْ بفعلِكَ لا أحتاجُ للوعدِ
ها نحنُ نُمضي سويعاتٍ بلا خوفٍ
أقْبِلْ بجرأةِ مجنونٍ إلى حَدّي
و انثرْ ربيعَكَ أزهاراً على صدري
و ارسمْ غرائبَ ما تهوى على مَهدي
أنثى الطفولةِ ظلّتْ في مغامرةٍ
و العشقُ يُثْمِرُ عندَ السّعي في الجِدِّ
أرجوكَ قَبِّلْ و وَدِّعْ لحظةً جعلتْ
مِنّا ضحيّةَ أفكارٍ إلى اللحدِ
خُذني بلطفِكَ و اعلَمْ إنّي راغبةٌ
في ما ستفعلُ لنْ نهتمَّ بالرّدِّ
فالحرُّ حُرٌّ متى استهواهُ تفكيرٌ
أو شاءَ يغرفُ مِنْ عشقٍ بلا حَدِّ
دَعنا نمارسُ حُرّياتِنَا و بلا
قيدٍ لمنطقِ عُرفٍ صارَ للوأدِ
فالبعضُ مارسَ مرذولاً و في سِرٍّ
يأتي التظاهرَ بالأخلاقِ كالوغدِ
إنّا نمارسُ ما نهواهُ عن وعيٍ
مِنّا الإرادةُ في مسعىً إلى وِدِّ
قَبّلني ذَوباً و هذي رغبتي، صُنْها
فعلاً لذيذاً على أحلامِهِ سَردِي
خُذني بحِلمٍ لطيفٍ رغبتي شاءتْ
نحنُ اتّفقنَا على الإسعادِ و السّعدِ
ما شأنُ غيرِنِا كي يأتوا معاتبةً
و اللومُ يسرحُ في ردٍّ و في مَدِّ؟
قَبّلْ بكلِّكَ لا تسألْ على أحدٍ
هذا اختيارُنا و الأسبابُ في العَدِّ.