"الدّينُ أفيونُ الشّعوبِ"
شعر/ فؤاد زاديكى
قلتَ: " إنّ الدّينَ أفيونُ الشّعوبِ"1
قد أصبتَ القولَ في هذا الوجوبِ
*
ما نراهُ اليومَ باسمِ الدّينِ يجري
غيرُ معقولٍ, محيطٌ مِنْ خُطوبِ
*
خَدَّروا الأفكارَ, غذّوها بفكرٍ
كلُّهُ كُرهٌ و أحقادُ اللهيبِ
*
قُلتَ لم تُخطئْ, فقالوا عنكَ قولًا
ليس محمودًا, و كانوا في مُخيبِ
*
يُسْتَغَلُّ الدّينُ في شتّى المناحي
مِنْ حياةِ النّاسِ بالأمر المُعيبِ
*
يقتلُ الأحلامَ في مهدٍ بغدرٍ
لا يُراعي حُرمةً عندَ الشعوبِ
*
يخدعُ الدّيَّانَ و الدّيَّانُ يدري
ما بهذا الفِعلِ مِنْ خَطبٍ مُريبِ
*
قد يصيرُ الدّينُ أفيونًا إذا ما
لم نُبادِرْ بالمساعي في طيوبِ
*
كي يظلَّ الدّينُ في منأىً بعيدًا
عنْ سياساتٍ و مِلءٍ للجيوبِ
*
بعضُ مَنْ يأتي انتفاعًا ليس يرضى
بالمساعي, إذْ سيسعى للرّكوبِ
*
يخدعُ الباقينَ في كِذْبٍ عليهم
فافهموا المعنى, و حِيدوا عن هبوبِ
*
يجعلونَ الدّينَ مشروعَ انتقامٍ
لا لأجلِ الحبِّ, بل نَشْرِ الحروبِ
*
يا غُلاةَ الدّينِ كفّوا عنْ سبيلٍ
غيرِ مُجدٍ, فيهِ إنذارُ الغروبِ
*
فَرِّقوا ما بينَ دنياكم و دينٍ
ذلكم خيرٌ سيأتي بالعجيبِ
*
طَوّروا أحوالَكمْ مِنْ دونِ دينٍ
إنّهُ الإنجازُ في وصلٍ قريبِ
*
كم بهذا الفعل منْ أمرٍ جميلٍ
سوفَ يبقى صافيًا دونَ العيوبِ
*