مِحرَابُ العِشقِ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
يا طُيُورَ الحبِّ دومًا غَرِّدِي ... في أمانِي عالَمِي، ثُمَّ انْشدِي
كلَّ ما تَبغِينَهٌ، إنّي هُنا ... حيثُ مِحرَابٌ لِيَومِي و الغَدِ
في رِحابِ العشقِ، أحيَا ساهِرًا ... سحرُكِ الطّاغي، أراهُ مُرشِدِي
نحوَ إبداعٍ و إلهامٍ، و ذَا ... ما بِهِ في دَربِ عِشقِي، أهتَدِي
أبتَغِي ما في رِضاءٍ حالِمًا، ... مانِحًا قلبي عَزَاءً من يَدِ
في جِنانِ الخُلدِ، نحيَا راحةً ... طَيِّبٌ فيها، و كُلُّ المُسْعِدِ
في جٍنانِ العشقِ، مجنونُ الهوى ... بالذي، بالخُلدِ يسعى، يَقتَدِي
رُبّمَا تَشبِيهُنا في بَاهِتٍ ... سَلْ فؤادَ العشقِ، عَمَّا يَشْهَدِ
في بساتينِ الأماني كلُّ ما ... يَشتهي الإنسانُ، عندَ المَقصَدِ
طائرٌ غنَّى، و وردٌ مُنعِشٌ ... و الرّياحينُ، التي بِالمَشْهَدِ
و الفراشاتُ استطابَت عيشَها ... بالهواءِ الطّلقِ ثوبًا تَرْتَدِي
زَاهِيًا، و الزَّهوُ منهُ واضِحٌ ... حيثُ وجهُ الشّمسِ و الطّيفُ النَّدِي
هذهِ دُنيا زهَاءٍ زاهِرٍ ... مُزهِرٍ في كلِّ نَوعٍ، مُنْشِدِ
ما بأنغامِ الهوى مِنْ روعةٍ ... و التّجَلِّي قائمٌ بالمَعْبَدِ
في صلاةِ العشقِ تَرنيمٌ لهُ ... وَقعُهُ في كلِّ قلبٍ، يَسْجُدِ
ضمنَ محرابِ الهوى مُستَمتِعًا ... خلفَ ذاكَ البابِ، إنْ لم يُوصَدِ
المانيا في ٩ نيسان ٢٤