عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 20-07-2007, 06:29 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,908
افتراضي مَرثيّتي لزهير منصورة* شعر: فؤاد زاديكه

مَرثيّتي لزهير منصورة*



اللّونُ يدمعُ و الأشعارُ تنتحبُ
و الأنسُ يبكي له طيبٌ و يكتئبُ

و الشّمسُ تهذي على ما فيها من وجعٍ
و النّفسُ يحرقُ محموماً لها سببُ

و اللّطفُ يرهفُ حسّ الشّوقِ يصهرُهُ
و الرّوحُ تبكمُ إذْ لا نكتةٌ تثبُ

قد كنتَ ظلاّ لطبعِ السّعدِ تنشدُهُ
في عزفةِ النّورِ ما قلبٌ لكَ تَعِبُ.

أمطرتَ سعداً على سعدٍ يزيّنكَ
و النّفسُ تكرمُ بالألفاظِ أو تَهبُ

يا زهرةَ الطّيبِ قد فاحتْ لك عُطُرٌ
قد ظلّ منها مدى و اللّهِ ما كَذِبُ!

أمسى (زهيرُ) شذاً, نجماً يعانقهُ
طلُّ الفكاهةِ فيما جاءهُ الدأبُ

أشبعتَ قلبنا يا دهرَ الأسى وجعاً
أنصبتَ شِرككَ زادَ الهمُّ و التّعبُ

ألقيتَ به طريحاً شئتَ تهلكهُ
جئتَ المراحلَ و الأنيابُ تغتصبُ

قد كنتَ خلّي مع الأيّامِ يجمعنا
بيتٌ لنظمٍ و أشواقٌ لها جُنُبُ

أحببتُ فيك الهوى عذباً تغرّدهُ
و روعةَ الفنّ في رسمٍ لها كتُبُ

فالاسمُ يبقى لأنّ الرّوحَ خالدةٌ
و الذّكرُ يَعطُرُ و الأجيالُ تنتسبُ.

أرثيكَ شعراً على أنغامِ قافيتي
و النّظمُ يصدحُ بالأوصافِ يلتهبُ

في كلّ حرفٍ لك نايٌ يحدّثنا
عمّا البشاشةُ كانت فيك و الحَبَبُ

فالوجهُ نامتْ و عينُ اللّه حارسةٌ
لكنّ عذبَكَ لن تغتالَهُ السّحبُ

أرثيكَ حبّاً لأنّ الحبَّ يدفعني

و لوعةُ الحزنِ لا يخبو لها لهَبُ!



* المرحوم صديقنا المعلّم (زهير كيراكوسيان) المشهور بزهير منصورة توفي في ألمانيا على إثر مرض عضال أقعده الفراش و أذاب لحم جسده الغض فصار وزنه من 120 كغ إلى 30 كغ! رحمه الله و قد عرف عنه مزاحه الكثير و حبّه لروح النكتة و لنا معه ذكريات جميلة و كل تلاميذه يذكرون له تلك الروح المرحة و تلك الاختراعات اللفظية النادرة التي كان يجود بها خيال قريحته الفكاهية في سرد يجبرك على الضحك. إنه كان إنسانا مؤدبا و محترما و محبّا رحمه الله و أعطى عائلته و أولاده الصبر و السّلوان.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس