إرضاءُ البشر
شعر/ فؤاد زاديكى
ليسَ بالإمكانِ إرضاءُ البَشَرْ
كلُّ إنسانٍ لهُ مَرأى نَظَرْ
قد ترى في موقفٍ ما صائبٌ
بينما غيرٌ يرى فيهِ الخَطَرْ
قد يسوقُ البعضُ قَولًا صائِبًا
لا ترى فيهِ الصّوابَ المُعْتَبَرْ.
مُذْ أقامَ اللهُ فينا مجدَهُ
خالِقًا كَونًا على أبهى الصُّوَرْ
بيننا صارَ اختلافٌ بَيّنٌ
بالرّوى و الحكمِ في مَسعى العِبَرْ
إنّنا و العقلُ في أحكامِهِ
دائمُ التّرحالِ في مهوى سَفَرْ
في ثقافاتٍ و ما في روحها
مِنْ علومٍ كوّنتْ روحَ الفِكَرْ
كي يكونَ الشّخصُ باستقلالِهِ
قائِمًا في ذاتِهِ, طَلْقَ البصَرْ
مِنْ هنا يأتي اختلافٌ بالرؤى
و الأماني بينَ أبناءِ البشَرْ
نحنُ أحياءٌ لنا إحساسُنا
لسنا مخلوقينَ مِنْ صخرِ الحجَرْ
ينبغي أن نرتقي في فَهمِنا
ثمّ نسعى للتآخي المُنْتَظَرْ
دونَ أن نقسو, و كي لا نعتدي
ظالِمينَ الغيرَ فيما يُعْتَبَرْ.
كلُّ إنسانٍ لهُ أحلامُهُ
لا تَقُلْ هذا تمادى أو كَفَرْ
إعْطِهِ حقًّا لكي يُعطى لكمْ
لا تَقُلْ ذا عقلُهُ يشكو القِصَرْ
ربّما أنتم نحوتمْ باطِلًا
هكذا الأفكارُ تُعطينا ثَمَرْ
كُنْ كما تهوى, و لكنْ عادِلًا
في قرارِ الحَسمِ, لا تُخفي الأثَرْ
كُنْ لِطيبِ العيشِ شهمًا واعيًا
و اترُكِ الأحداثَ في حكمِ القدََرْ
باختلافِ الرّأيِ يَغنى عِلمُنا
إنْ أسأتَ الفَهمَ يومًا, فاعْتَذِرْ
دونَ أنْ تسعى لتجريحٍ لهُ
إنْ بِتَقريعٍ و إنْ حُكمٍ قَهَرْ
هكذا الأفكارُ تسمو رِفعةً
نحوَ خيرِ الكلِّ, ما طالَ العُمُرْ.