عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 14-03-2013, 12:52 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,820
افتراضي مائة سؤال و جواب في التمييز بينَ الخطأ و الصواب بقلم: فؤاد زاديكه

مائة سؤال و جواب في التمييز بينَ الخطأ و الصواب

بقلم: فؤاد زاديكه


أخواتي. إخوتي
أعزائي. أحبّتي
أردت من هذه الفكرة أن أفتح باب الحوار لمعالجة أمور في الحياة تجرّنا إلى كثيرٍ مِنَ الأخطار، بما تحمله من ضبابية أفكار و من جنوح المسار، حيث يُتّخذ القرار بحزم و إصرار، و بداعي أنّهُ مُنْزلٌ و غيرُ قابلٍ للنقاشِ و لا الحوار، و هذا ما قد يفجّرُ البركان أو يهيّجُ الإعصارْ. نحن نعيش في عالمٍ اجتماعي منفتحِ الأبواب على حواضر العالم بلا اغتراب، فالعالم صار قريةً صغيرة بحكم النت و الفيسبوك و القنوات، و بواقع الاتصال و التواصل و الاتصالات، فمن المُعيب أن نحشر أنفسنا في زاوية صغيرة، و نسعى إلى الانغلاق و الخوف من الآخر على هذه الوتيرة. نحن بشرٌ مُلْزَمون بالعيش المُشتَرَك _ شئنا هذا أم أبينا _ و علينا خوض هذا المُعتَرك.
إذا كان مصدرُنا واحدا، و وجودُنا واجِدَا، فلمَ لا نفكّرُ فيما يقرّبُ بيننا، و ما يُبْعِدُ تمزيقَ صفّنا؟ قد تكون لكلِّ فئةٍ خصوصيّتُها، و لكلِّ جماعةٍ مَرجعيّتُها، فهذا لا يمنعُ " متى توفّرتِ النيّةُ الحسنةُ" أن نتّفق و على رأي نجمعْ.علينا ألاّ نضخّمَ من هذه الخصوصيّة، فنمنعُ بموجبها ممارسةَ الحريّة، و نسعى إلى إرادة الفكرةِ الاستبداديّة و الخطوةِ الإقصائيّة؟ لا توجدُ في المجتمعاتِ أقليّاتٌ و أكثريّة و متى مارسنا تطبيق هذه الفكرة على أسس صحيحة و عمليّة، فإنّنا نكونُ بهذا أكّدنا على تفعيل الروح الوطنيّة، و خلق المُناخ الملائم لتناغم هذه الفسيفساء الرائع، لهذه المكوّنات الجامعة.
سأطرح هنا مائةَ سؤال و أجيبُ عليها في الحال، لأضع النقاطَ على الحروف، و أحذّر ممّا يمكن أن يبالغ بالموصوف، فيكيل التهمَ و السباب فهذا عيبٌ و مُعاب، لأنّ فاقدَ الاحترامِ لغيرِه و ناشرَ الكرهِ في سَيرِه، لهوَ مُفسِدٌ خطير و مغرضٌ كبير، علينا أن نردعَه و إلى جادةِ الصوابِ ندفعه. إنّ لتبعاتِ التخوين و التكفير نتائجُ خطيرة التأثير على المجتمع و الناس فهو ينسف فكرة التعايش من الأساس. فالخصوصيّةُ يجب ألاّ تتعدّى الخاص، فبالخاص ليس الخلاص، بل في العامّ التامّ الجامعِ لا في الخاص القاطِعْ. لكلّ إنسانٍ أن يعيش دينه على هواه، و أن يمارس شعائر دينه كما يراه دون أن يُفسِدَ الأجواء و يضيّق على غيرِه الفضاء و يُحِقُّ لنفسه وحدها العبورُ إلى السّماء، حيثُ الملائكةُ و الأنبياء. فالدين هو المعاملة، و ليس المخادعة و المجاملة. فانتظروا مني المائةَ سؤالٍ و جواب، سترونها و تقرؤونها في كتاب، يحملُ معاني الودِّ و الصفاء و يدعو إلى الألفة و الإخاء بدلا من التطرّف في الفكر و طرح الآراء و من يريد الإفادة فأنا بخدمته كالعادة و من يسعى إلى نشر الخلاف و تعميق الشقاق و الاختلاف، فله أقول: ستشربُ منَ السمّ الذي تنشرُه و تحصدُ نتائج الكره الذي تفجرُه و سيضيقُ بك السّبيلُ الذي تعبرُه، و ستندم على مَنْ و ما سوفَ تخسرُه.
شئتُ أن يكون هذا هو المدخل، و منه إلى بوابة المائة سؤال و جواب سأدخل، عسى الله يهدي العقول، و يعين على نشر المقبول و المعقول، و أن يفتح البصيرة و البصر، لكل من سمع أو نظر، فحياتنا قصيرة، و أهواؤنا كثيرة، ليكن لنا مع بعضنا تراحمٌ و تآخي، دون أن يصيبنا أيُّ تَرَاخي، ندائي هذا هو إلى كلّ إنسان و في كلّ زمانٍ و كلّ مكان.

يتبع....

__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس