عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 20-06-2014, 02:51 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,842
افتراضي

كانت الثقافة و لا تزال و ستبقى عصب الحياة في كل العصور و خاصة في عصر الانترنت و الفضائيات و عالم الشبكة العنكبوتية العظيمة و الواسعة و المنتشرة الخيوط و أية أمة أو شعب أو قوم لا يقوم بممارسة الثقافة كواقع حياتي عملي و ضروري فهو سيبقى خارج معادلة الحياة. لقد عرفنا الكثير و عشنا الكثير و شعرنا بمرارة بليغة لمواقف و سلوكيات من كان ذلك من مسؤولياتهم الرعوية. خاب الظن و كدنا نفقد الأمل. الدين لا يمكن أن يكون بمعزل عن الحياة، و رجال الدين ليسو أنصاف آلهة يفرضون احترامهم بالقوة أو بالضغط و الإكراه.
إن الكنيسة السريانية تعيش اليوم على مفترق طريق فهناك هوة كبيرة بين القاعدة و رأس الهرم و هناك أيضا سلوكيات شاذة لا يمكن قبولها أو القبول بأن يستمر تواجدها في حياة و سلوكيات البعض من رجال الدين و الذين من المفروض أن يكونوا القدوة لا سبب المشكلة و المحنة.
هناك استبعاد شبه تام لأصحاب الفكر العلماني و هناك انجراف لبعض رجال الدين في مطبات سياسية ليست لصالح الكنيسة. لا يجب أن يكون رجل الدين أصوليا و انتهازيا.
لطالما تحدثنا عن الثق
افة و أثرها فلننظر إلى ما تقوم به الكنيسة القبطية من مشاريع تربوية ثقافية اجتماعية و دينية و حياتية و كذلك الأمر بالنسبة للكنيسة السريانية المارونية. بكل أسف لا يوجد أي مسعى من هذا القبيل لكنيستنا و إن سأل أحدنا عن أمر ما لم يرق لرجل الدين تم تكفيره و التعرض له و ربما لحرمانه. يجب أن يسود الفكر الديمقراطي الحر و أن تمارس الديمقراطية بأجل صورها فتواضع المسيح كان مثالا أما غطرسة رجال ديننا فهي تتناقض مع روح هذا المفهوم.
من الضروري جدا الانفتاح على القاعدة الشعبية للكنيسة و فتح المدارس الأحدية و البدء بمشروعات خيرية و إنسانية و اجتماعية انطلاقا من مفهوم كنسي و كذلك بوجوب عمل محاضرات دينية ثقافية اجتماعية من قبل رجال الدين للتوعية الدينية و للتقارب مع أبناء الكنيسة على الدوام و ليس في المناسبات فقط.
نحن بحاجة لثورة فكرية حقيقية و ليس هذا عيبا أو تعديا على حق الدين أو رجل الدين فالجاهل بالأمر لا يستطيع فعل شئ. نحن بحاجة لنهضة تنويرية فكرية و بنشر تعليم اللغة السريانية و التراث الثقافي و الديني لآباء الكنيسة الأوائل ففي عطائهم زخم كبير من الأسس القويمة.
نأمل أن يكون الراعي الجديد لكنيستنا راعيا فاعلا و حقيقيا لا بالكلام فقط و تنتظره تحديات كبيرة إن أهملها فهو سيفشل بمهمته و حتى لو بقي على رأس الكنيسة كأب روحي إذ ليس المهم أن يرأس و يأمر و ينهي و يحكم فقط بل أن يتفاعل مع أبناء كنيسته و يعرف مواضع الخلل، و هي كثير
ة، لكي يتجاوزها بمساعدة الآباء الآخرين، لا أن يكون حاكما مطلقا.
الكنيسة السريانية ليست في وضع صحي فهي تعاني من شروخ كثيرة و من عيوب تسيء إلى وجودها. علينا أن نتعلم من أشقائنا في الكنائس الأخرى و هذه فضيلة.
__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 20-06-2014 الساعة 02:55 PM
رد مع اقتباس