الليلُ يمضي
الليلُ يمضي و صبحٌ يأتي لا خبرُ
من صوبِ (ليلى) و عينا لوعتي سهرُ
الليلُ يمضي و أحلامي تودّعني
و الصّبحُ يأتي و أشواقي ستنفجرُ
لا (ليلى) تأتي ولا أنسامُ مشرقها
و البعدُ جمرٌ على آهاته قدرُ!
الصّبرُ يقضي على أعصابي يتلفها
و الدّمعُ يجري على الخدّين ينحدرُ
يا صمتَ قلبي و يا نُطقي و يا وجعي
يا هدأةَ الليلِ هل في رحلك السّفرُ؟
ما عدتُ أقوى على بعضي فلا أملٌ
من بارقِ الحظّ يبدي فجرَهُ القمرُ!
الليلُ قبري و أحلامُ الهوى رحلتْ
في هجعةِ الليلِ يخطو إثرها الأثرُ
الكلُّ يدري معاناتي و قد بلغتْ
من كلّ أوجٍ لها أوجاً و لا عِبرُ
أسلمتُ نفسي و آمالي التي نضبتْ
من كلّ بدٍّ إلى ضعفٍ به خطرُ!
أبرقتُ يوماً إلى قلبي أعاتبهُ
و القلبُ أبدى عناداً ما به حذرُ
الهجرُ داري و أوطاني و منتجعي
و الهمُّ أنسي و أطيارٌ له كثُرُ!
يا ليلَ (ليلى) و يا صبحاً لها أمرا
بالوأدِ يومي و أيّامي فلا عمرُ
أيقنتُ أنّي متى أكملتُ أعشقها
يذوي الفؤادُ الذي يهواها ينتحرُ!