عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 22-07-2007, 12:50 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,809
افتراضي يا راكبَ البحرِ. شعر: فؤاد زاديكه

يا راكبَ البحرِ

يا راكبَ البحرِ هل أدركتَ خافيهِ
أمْ ذا فضولُكَ يستهويكَ تأتيهِ؟

في البحرِ بحرٌ من الأسرارِ ليس له
حدٌّ و فيهِ من المكنونِ ما فيهِ.

كالسّحر يأتي بلمساتٍ يداعبكَ
و الموجُ منه على الإغراءِ يطويهِ

كم ماتَ فيه من العشّاقِ جمهرةٌ
مدّتْ إليه المنى غاصتْ إلى فِيهِ

ما كانَ نفعٌ و لا لومٌ هيَ انخدعتْ
فالبحرُ جَذبٌ بما تشدو قوافيهِ.

يا راكبَ البحرِ إنّ البحرَ ناعمُهُ
في رملِهِ الغدرُ و الآلامُ تحكيهِ

لو جئتَ يوماً جمالاً منه تركبُهُ
فاحذرْ منَ البحرِ تقبيلاً يناجيهِ

فالصّدرُ منهُ على وسْعِ المدى فرحٌ
و الموجُ يسعى إلى صخرٍ يُرَوّيهِ

و النّجمُ يحلو على مرآةِ صفحتهِ
فوقَ الصّفاءِ الذي يبديهِ حاويهِ

و القلبُ يهفو إلى استلطافِ متعتِهِ
في حضنِ دفءٍ من الأحلامِ تغريهِ

يا راكبَ البحرِ كنْ معشوقَهُ لترى
كيفَ المرارةَ تجري في أغانيهِ

فالدّمعُ جزءٌ منَ الإبحارِ في فمهِ
هذا السُّباتُ به عمقٌ تأسّيهِ.

لو جئتَ طَوعي فحاذرتَ استمالتَهُ
تلقَ الخلاصَ الذي صعبٌ تعاطيهِ.

يا راكبَ البحرِ إنّ البحرَ مُبْتَدِعٌ
سرَّ التلاعبِ في نهجٍ يواتيهِ

البحرُ شمسٌ و أشجارٌ مرفرفةٌ
كلّ الحواري إذا جاءتْ شواطيهِ

البحرُ ملحٌ و أفراحٌ و ساهرةٌ
ترعى طيورَ المدى فيما تناجيهِ

البحرُ سُكرٌ و أسرابٌ منَ الخدعِ
تأتيكَ سطواً على الإحساسِ ترميهِ

و العقلُ يبقى على مرأى تجاوبِهِ
و الفكرُ يشقى إذا لم يأتِ صافيهِ!

__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس