مجنونُ سحرِها
نامتْ و ظلّ السّحرُ يسهرُ حانيا
بسهامِ جفنِها و اللواحظِ باديَا
فرأيتُ ما جمعَ الصفاءُ بِمُلْكِهِ
و سمعتُ جدولَها الرقيقَ مناديَا.
سعتِ المشاعرُ أنْ تحلّقَ في المدى
تَرِثُ المواجعَ و السنينَ الخواليَا.
رقدتْ جفونُها في مراكبِ وجهِها
ألقاً يشدّني أَصبُحاً و لياليَا
فإذا طوى حدثُ الزمانِ أمانياً
فبها أرى ألقَ الحياةِ أمانيَا
و لها أترجمُ ما المشاعرُ عبّرتْ
يومَ احتلالِها عالمي و غراميَا
فَلِ (قيسَ) عالمُهُ الجميلُ, و عالمي
عَبِقٌ بعطرِ لقائها و لقائيَا
فأنا الخليلُ لما عوالمُ سحرِها
و أنوثةٍ ملكتْ مناسكَ ما بيَا
أهوَ الهوى لأطيعَهُ بجلالِهِ؟
أهوَ الأذى حتّى أجيئَهُ راضيَا؟
و متى أحاولُ أنْ أردَّ غرامَها
عنّي, تمرّدَ ما بيَ فعصانيَا!
أيلومُني الجهّالُ كيفَ تصونُها
بِفدىً عيونيَ أو أضحّي بما ليَا؟
فهيَ المليكةُ و العشيقةُ, حَقُّها
فبها مشاربُ لذتي و شِفائيَا
و هيَ الدواءُ لعلّتي و لحيرتي
و لها سأذهبُ للكنيسةِ حافيَا
أملاً بوصلِها كي أظلَّ بنعمةٍ,
و إليكَ ربّيَ قد رفعتُ صلاتيَا
لتظلَّ تملكني بسحرِ بيانها
و أظلّ أتبعُها و اصرخُ راجيَا
ألاّ يفرّقَنا الزمانُ بغدرِهِ
و عسى أنالُ منَ الإلهِ أمانيَا.