عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 23-09-2006, 08:30 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,949
افتراضي أمّة السّريان. شعر: فؤاد زاديكه

أمّة السّريان
عظُمتْ مصائبُ أمّةِ السّريانِ
فتشتّتتْ في معظمِ البلدانِ
وتوزّعتْ والحزنُ دارٌ ضمّها
من هولِ أحداثٍ ومن طغيانِ!
عَظُمَتْ مصائبُ أمّتي ومصيرُها
ممّا تفنّنَ مخلبُ العدوانِ
كادتْ وكدنا من ركامٍ ضمّنا
نغدو به في عالم النسيانِ!
تلك الضفائرُ قُلّمتْ ونهودك
يا أمّة كانت كغصنِ البانِ.
كرهَ الأعادي مجدكِ فتآمروا
وتقاذفوكِ بموجةِ الخذلانِ
باتتْ لكِ الأشلاءُ تحكي بؤسكِ
ومرارةَ الأهوالِ والنيرانِ
يا أمّتي حزني عظيمٌ قاتمٌ
ما صرختي تجدي ولا إعلاني
كنتِ معينَ العلم يُرْفَدُ وِردُكِ
من كلّ صوبٍ في قطوفِ دواني!
فتمرّد التاريخُ يأتي شؤمه
وتملمتْ من هاجس الظمآنِ
نأتِ الحروبُ وأفرغتْ أعباءها
وسرتْ سمومُ الحقد في الأبدانِ
كنتِ عروس الكون ليلة عرسكِ
من أشرف الأعراس في ريّانِ
خطّتْ روائعكِ سلاماً رائعاً
فاغتالتِ الأيدي من الحدثانِ
تلك الروائع رمّلتها لم تعِ
ما سنّه القانونُ من رحمانِ!
وأدوا انتصاركِ ناكرين جميلةً
أنتِ أتيتِ بمنطق الفُرقانِ
قتلوا رضيعكِ مزّقوا أحشاءكِ
في حجّة الأديانِ والإيمانِ!
وتساءلوا عن موعدٍ في قادمٍ
يأتون وعد وعيدهم في آنِ
بكتِ الخرائبُ أمّتي مات الهوى
وغدا جمالُ الروح في الأكفانِ
أصبحتِ في هذا الزمانِ وليمةً
ما عاد من عونٍ ومن أعوانِ
وتشرذمتْ منك الفئاتُ تفتّتْ
وتناثرتْ سحباً لليلِ دخانِ.
من دون وحدتكِ نظلّ بضعفنا
وضلالنا وبقلّةِ الوجدانِ
يا أمّتي هل من سبيلٍ أو هدىً؟
هل من سلوكٍ ثابتِ الأركانِ؟
إنّا نعيشُ بواقعٍ لا حرمةٌ
فيه لعهدٍ أو لبعض مكانِ
ما لم تكن للمرءِ فيه قوّةٌ
تعلو على الأحداث والحدثانِ!
يا لوعتي ممّا نعاني من ضنىً
من غمّةِ الأوجاعِ والأحزانِ.
هذا مصيرُ العابثينَ بخيرهم
ودليلُ ضعفٍ مؤلمٍ وتواني.
يا أمّتي والرأسُ صارتْ خمسةً
هل هذا ما يدعو إلى العنوانِ؟
كلٌّ يغنّي ليله وشجونه
والحالُ منك على مدى الأزمانِ
يبقى ضعيفاً لا انفراجٌ مفرحٌ
بل علّةٌ وتفرّقُ الإخوانِ!
رد مع اقتباس