ما لِعيني أفطرتْ يومَ الصّيامِ ... عندما هامتْ بمَفتونِ القوامِ
هذه الحسناءُ في دَلٍّ حبيبٍ ... طعنةُ العينينِ أمضى مِنْ حُسامِ
لا أرى نفسي – رعاها اللهُ – إلّا ... طائرًا لا يبتغي غيرَ السّلامِ
و الهدوءَ المُرتجى مِنْ مقلتيها ... ما بِخافٍ قد وقعتُ في الغرامِ
ثغرُها الخمريُّ في نَبضِ احترافٍ ... و المعاني و الأماني في ضِرامِ.
نظرةٌ تُحيي إذا لانتْ و أخرى ... كم أصابتْ مِنْ فؤادٍ بالسِّهامِ
إنْ هِيَ استهوتْ شهيدَ الحُسنِ يقضي ... في شقاءٍ سيطرت مثلَ العِظامِ
فانتَفَتْ أسبابُ لينٍ مِنْ هواها ... تَنْبري في الصَّدِّ قَصْدَ الإنهزامِ.
ما لِعيني أفْطَرَتْ, و النّفسُ هامتْ ... علّها تَقضي المُنى بنتُ الكرامِ
إنّ أحلامي و آمالي جميعًا ... ها هِيَ انساقتْ إلى حُلوِ الكلامِ
رغبةً بالوصلِ و الوَصلُ انتعاشٌ ... لا أرى في نَيلِهِ منحى حَرامِ.