رحلةُ الذّكرياتُ
1
الحنينُ إلى الذكريات
أتعبتني الذّكرياتُ
حلّقتْ بي في خيالٍ
شئتُ أن يبدو جميلا
ضاعَ منّي دون إذني
شحنتي أفرغتُ لكنْ
مثل حلمي ما ثباتُ.
أمتعَ نفسي حوارٌ
و جرى دمعي يسيلُ
أغرقتْ حلمي البحارُ
صارَ في خوفٍ يميلُ.
2
استحضارُ الذّكريات
ذكرياتٌ كانَ فيها
خيبةٌ لكنّ هذا
لم يكنْ إلاّ نذيرا.
ذكرياتٌ هل أعيها
هاجساً يأتي نذيرا؟
ذكرياتُ الأمسِ راحتْ
و استقرّتْ في الغيابِ
خلفَ غيماتِ السّرابِ
مثلَ حبّاتِ الشّرابِ
فيما كنتُ في ضبابِ!
3
تأثيرُ الذّكريات
حلّقتْ أفكاري تعدو
بعض أحيانٍ تطيرُ
تعشقُ اللّيلَ الطويلَ
و إلى الأمسِ تسيرُ
ما لها تأخذُ منّي
طاقتي شلّتْ شبابي؟
أحسبُ الدّنيا تعيدُ
مرّةً أخرى عذابي
ما لها تدمي فؤادي
تحسمُ أمرَ ابتعادي
ذكرياتٍ في فؤادي؟
4
تمثّلُ الذّكريات
طفلةٌ ظلّتْ تنادي
عُدْ إلى عهدي الجميلِ
كنّا نحياهُ و نبني
منه آمالاً عِراضا
و على وعدِ الخليلِ.
آهِ يا حلمي النديَّ
يا فتاتي كيفَ أنتِ؟
إنّني اشتقتُ إليكِ
ليتَ أشواقي حضنتِ!
5
خاتمةُ الذّكريات
أسدلتْ ستراً حزينا
خائفاً يخشى جنونا
لو حزنتِ اليوم مثلي
لانحنى الرّفقُ إلينا
أو حنا غصناً حنوناً
يجمعُ الأيّامَ لينا.
ذكرياتٌ ماتَ منها
بعضُها و البعضُ غابَ
كيفَ لي أنْ أستعيدَ
منها ما ماتَ و غابَ؟
ذكرياتُ النّاس سطرٌ
ربّما يغدو سرابا!