الخسارة
في رحيل البابا شنودة
طأطأ لذكرِهِ منكَ الرأسَ يا قلمُ
و اشهدْ لنبلِهِ فهوَ الشهمُ و العلمُ
كانَ المحجّةَ للأفكارِ تقصدُهُ
و النفسُ يجمحُ في أعماقِها الألمُ
تختارُ فكرَهُ و الإرشادَ راغبةً
في أنْ يقدّمَ نُصحاً نبعُهُ الكرمُ.
نبعُ الطهارةِ سيلُ الغمرِ مِنْ كَنَفٍ
فاضَ البرارةَ بالإيمانِ يلتحمُ
شخصٌ تفرّدَ في الأوصافِ, أكملَها
وقدُ الذكاءِ, و روحُ القلبِ يبتسمُ
قد كانَ يجمعُ بينَ الجِدِّ و المرحِ
حينَ الفواصلُ منها الهمُّ مُقتحمُ
ما كان يعبأُ بالأنواءِ, قُدرتُهُ
ظلّتْ تقاومُ ما فيها و تلتزمُ
صدقٌ تأكّدَ, و المصريُّ يعلمُهُ
حضنُ انفتاحِهِ محبوبٌ و مُحتَرَمُ.
أبدى الشجاعةَ في أوقاتِ شدّتها
و البعضُ ألزمَ أنْ ينتابَهُ السّقمُ
أفنى لعزةِ مصرَ العمرَ منتصراً
رغمَ المصاعبِ, إذ أثرى العطاءَ دَمُ.
هذي الخسارةُ (للبابا) لها أثرٌ
فالوضعُ يُفزِعُ إذ في "عمقِهِ وَرَمُ"
عزّيتُ مصرَ و شعبَ النيلِ أجمعَهُ
قلبي تمزّقَ و الأفكارُ تلتهمُ
منّي المشاعرَ في نيرانِ ثورتها
فالحزنُ أعمقُ مِمّا يشهدُ الكَلِمُ.