عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 09-08-2022, 03:41 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,876
افتراضي


الصّراحة بين الزّوجين

الحلقة رقم 3


أعزاءنا الأفاضل في امبراطوريّة الإنسان الكونيّة اليوم يتجدّد موعدكم مع برنامج (من صميم الحياة) والذي نسعى من خلاله أن نطرحَ مواضيع حياتيّة تهمّ النّاس بحيث نلقي الضوء عليها ونتناول جوانبها المختلفة و المتعدّدة من خلال تناول الخبرات والتجارب لتعمّ الفائدة على الجميع.
موضوع اليوم هو عن (الصّراحة بين الزّوجين) فالإنسان عمومًا يعيش في واقع تُفرَض عليه قيودٌ كثيرةٌ سواءً من المجتمع من خلال نظرته وأحكامه أو من خلال الموروث الفكري السائد والمسيطر والذي بلغَ درجة تشبه القداسة بحيث لم يعدْ جائزًا المسُّ به مهما كان.
بسبب كلّ هذا يصير صراع كبير بين الإنسان من خلال ما يؤمن و يلتزم به كقناعة و بين كلّ هذه الضغوط والتي ليست سهلةً البتّة, وهناك البعض الذي يتراجع عن مواقفه وآرائه وقناعاته وحتى مبدئهِ إمّا خوفًا من أحكام النّاس الذين يمثّلون المجتمع أو تفاديًا لإشكالات قد تخلق له متاعب ومشاكل هو بغنًى عنها, وكلّ هذا يحصل بسبب سيطرة الجهل و التخلّف و لغياب الوعي والنّظرة المنطقيّة والموضوعيّة الصحيحة للأمور.
عندما أصدر عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين كتابه الشهير (في الشّعر الجاهلي) الذي أربكَ الدّارسين وأثارَ جدلًا كبيرًا بين أوساط المثقّفين وهو يُعتبر من أشهر كتب القرن العشرين, اضطرّ طه حسين وتحت الكمّ الهائل من الانتقادات و الضّغوط والتّهديدات أن يسحب كتابه من الأسواق ثمّ يُصدره على نحو آخر باسم (في الأدب الجاهلي) ليأمنَ شرّ المتربّصين به وبفكره النيّر ويرضي منتقديه, و بالطّبع هم أصحاب الفكر الموروث السائد و العقليّة الجامدة غير القابلة لأيّ تطوّر أو تجديد.
إنّ موضوع حلقتنا لهذا اليوم لا يقلّ أهميّةً عن كتاب طه حسين ذاك فهو موضوعٌ يمسّ حياة كلّ الأسر والعائلات والسؤال الذي يطرحُ نفسه هو إلى أيّ حدٍّ يُمكنُ أن تصلَ الصّراحة و المصارحةَ بين الزّوجين؟ فهل يجب أن تكونَ عامّةً تامّةً وقد تصل إلى درجة اللامحدود؟ دون إبقاء خفايا في الزّوايا, وهل إذا صرّح أحدهما للآخر بما يفكّر به و يرغبه يكون بذلك اخترق الممنوع المعروف في مجتمعاتنا؟ وهل يجب أن يصارح الزوجان بعضهما بعضًا بجميع الأمور الحياتية والأفكار و الآراء والرّغبات دون خجل أو خوف؟
لن ندخل في عمق الموضوع بل سنترك لكم المجال كي تفيدونا بآرائكم الغنيّة فلتصدح أفكاركم وهي تعبّر بأقلامكم عمّا ترونه من حلول وجوانب لم نأتِ على ذكرها هنا وهي تلقي بالضوء على هذه المسألة الحياتيّة بكلّ شفافيّة فهناك علاقاتٌ زوجيّةٌ لَقِيَتْ مصيرَ الفشلِ بسببِ عدمِ المصارحة.
ودعوني في هذا المجال أقول هذين البيتين من الشّعر:
اِلْتَزِمْ حَدَّ الصّراحَةْ ... واَجْتَنِبْ دِركَ الوَقاحَةْ
فُرصةٌ صارتْ مُتاحَةْ ... لا تَقُلْ باتَتْ مُباحَةْ
__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 09-08-2022 الساعة 03:45 PM
رد مع اقتباس