عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 30-03-2021, 06:11 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,908
افتراضي واقِعُ التَّنويع شعر/ فؤاد زاديكى


واقِعُ التَّنويع

شعر/ فؤاد زاديكى

كُنْتُ في وَقْتٍ مَضى يا صاحِبِي ... غارِقًا بالفِكرِ, فِكرِ الخائِبِ
عندما حاوَلْتُ - جَهْلًا – أقْتَفِي ... بَعضَ آثارٍ لِوَهْمٍ كاذِبِ
كُنْتُ في عُمرٍ صَغيرٍ لمْ تَكُنْ ... خِبرةٌ لي بِاختيارِ الصّائِبِ
ثمّ صارتْ صَحْوةُ أَحْسَسْتُها ... في مَعاني شاعِرٍ أو كاتِبِ
وَسَّعَتْ آفاقَ فِكرِي جُملةً ... في تَقَصٍّ دَائِبٍ كالرَّاهِبِ
عِشْتُ مَشروعَ اطِّلاعٍ واسِعٍ ... جاءَ تَنْويعًا غَنِيَّ الجانِبِ
لم أَقِفْ - قَطعًا – بعيدًا عنْ رُؤىً ... إنّما حاوَرْتُها. مِنْ واجِبِي
أنْ أَعِي أفكارَها مُسْتَثْمِرًا ... رُوحَ ما فيها بِوَعيٍ ثاقِبِ
مَرَّةً يُعطي حكيمٌ حِكمةً ... مَرّةً مِنْ فَيلَسوفٍ واهِبِ
واقِعُ التّنويعِ أرسى صَرْحَهُ ... مَعْرِفِيًّا في مَسِيرِ الرّاكِبِ
ما إذا أمواجُ دَهْرٍ لاطَمَتْ ... مُعْطَياتٍ في تَعافِي مأْرَبِ
عندما بِالدّارِ* كنْتُ طالِبًا ... كَمْ كِتابٍ فاتَني يا صاحِبِي
ما اسْتَطَعْتُ أَقْتَنيهِ شارِيًا ... لم يَكُنْ يَكفِي لهذا راتبِي
ها أنا بَيَّنْتُ كيفَ اسْتُكْمِلَتْ ... رِحلَتِي في سَعي جَهْدٍ راغِبِ
هكذا كانَتْ و ظَنّي أنَني ... لم أصِلْ بالبَحثِ شَطَّ الخائِبِ
بل إلى أمْنٍ تَجَلّى واضِحًا ... بعدَ هذا كاشِفًا عنْ غائِبِ
باتَ مَوجودًا مُعَاشًا كانَ لي ... مَنْهَجًا حُرًّا عزيزَ الجانِبِ.

* - الدّار: دار المعلمين في مدينة الحسكة. نظام الأربع سنوات.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس