أقمتُ عندها
أقمتُ عندها و اللّيلُ يغشى
سماءَ الكونِ و الدّنيا هجودُ
أقمتُ و الفؤادُ الميلُ منه
إليها ليس تثنيهِ الحدودُ.
لقد عشنا انبساطاً زادَ عزفاً
على أوتارِ إيناسٍ يسودُ
و إنْ أبديتَ غرواً أو شكوكاً
فإنّ الأنجمَ الحُبلى شهودُ
و إنّ الطّير في الأعشاش كانت
تصيخُ السّمعَ و الآهاتُ جودُ
خططنا فوق وجه الصّمتِ شجواً
فزادَ الغنجُ سحراً يا عنودُ
و قد أمضينا ليلا عندَ وعدٍ
على أن نلتقي يوماً نعودُ
و حين الحُرُّ يوماً يأتي وعداً
فلن تغنيهِ عن وعدٍ جهودُ.
شربنا من خمورِ العشقِ دنّاً
إلى أنْ ارتختْ منّا الزّنودُ
و تاهتْ في صلاةِ الحبّ نجوى
على طِيبِ الصّدى تأتي الرّدودُ
و كنّا راهبَي رفقٍ خجولٍ
أطَلْنا رعشةً حين السّجودُ
تولاّنا اختياراً في التحامٍ
فزالَ الهمُّ و اغتمّ الحسودُ.
أقمنا ليلنا نسقي و نُسقى
فطافتْ من أمانينا السدودُ
كتبنا في سجلّ اللّيل حرفاً
أضاءَ الحرفُ تشجيهِ الوعودُ!